يبدو أن جدول مباريات مسابقة كأس الأمير فيصل ابن فهد لهذا العام فيها نوع من الاستثارة الجماهيرية، فالملاحظ أن هناك أكثر من لقاء "ديربي" في هذه المسابقة، حيث يلتقي الهلال والنصر مرتين، والاتفاق والقادسية مرتين، والاتحاد والأهلي مرتين، ويكفي أن تلعب هذه الفرق بالنظام الذي ذكرناه لتشتعل المدرجات، حتى لو كانت لوائح المسابقة تنص على أن اللاعبين المشاركين مع فرقهم تحت سن ال23 عاما باستثناء ثلاثة لاعبين سعوديين فوق سن ال23، أو لاعبين اثنين فقط، مع لاعب أجنبي واحد. ال12 فريقا قسمت على مجموعتين، الأولى ضمت الهلال والنصر والرياض والاتفاق والشباب والقادسية، والمجموعة الثانية تضم الاتحاد والأهلي والشعلة والنجمة والطائي والرائد. واذا كانت لقاءات النصر والهلال تكررت في المواسم السابقة، ومثلها الاتحاد والأهلي، فإن جماهير الشرقية والقصيم متعطشة للقاءات الاتفاق والقادسية، والنجمة والرائد، فرغم فارق المستوى والنتائج بين قطبي الوسطى مع الغربية مقارنة بقطبي الشرقية والقصيم، إلا أن ذلك لن يمنع الجماهير من اعادة بعض ذكرياتهم على المدرجات.. خاصة الاتفاق والقادسية على اعتبارأن للاتفاق والقادسية بطولات محلية وخارجية ووضعهما في السنوات الأخيرة كان بعيدا عن طموحات جماهيرهما. وبعيدا عن لقاءات "الديربي" فإن السؤال قفز في أذهان جماهير الأندية والشارع الرياضي، هل اللوائح الجديدة لهذه المسابقة، ستبقي المنافسة كما هي بين فرق الكبار (الهلال والاتحاد والأهلي والنصر) أم أن هناك فرقا أخرى ستستفيد من لائحة سن ال23، وتقفز لمراكز الصدارة؟ البعض يؤكد أن نتائج دوري شباب الممتاز في السنوات الثلاث الأخيرة من الممكن أن ترصد للمتابع بعض الفرق التي ستدخل على خط الكبار في المنافسة، ومنهم الاتفاق الذي حقق ثلاث بطولات للدوري الممتاز لدرجة الشباب خلال السنوات الأربع الماضية، وايضا الشباب المعروف بقاعدته الصلبة والقوية، التي تفاجئ الجميع في كل موسم بوجوه شابة. ويذهب البعض الى أن مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد بنظامها الجديد، من الممكن أن يكون الكبار فيها غير كبار دوري الأقوياء، وبما أن هذا الموسم هو التجربة الأولى للوائح الجديدة، فقد تكون القاعدة لكل فريق هي الفيصل، وليست كلمة النجوم هي "الأعلى". ويرى الكثير من متابعي منافسات الدوري المحلي أن جعل مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لها خصوصية تختلف عن المسابقتين الأخيرتين كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد، ستعطي المسابقة نوعا من الاهتمام سواء على مستوى الأندية أو الجماهير أو الاعلام، كما أنها ستقلل من حالات الارهاق لنجوم الأندية. بقي أن ننتظر انطلاق هذه المسابقة لنرى أثر التعديلات الجديدة عليها. فرصة للانطلاقة ويرى الكثير ممن عمل بالأندية أن هناك كثيرا من المواهب ضاعت بسبب الفجوة بين مرحلة درجة الشباب ومرحلة الفريق الأول، حيث الفجوة، وعدم الثقة في إعطاء اللاعب الفرصة لتمثيل الفريق الأول، تجعله يبتعد عن معشوقته، أو انه يستمر وهو في حالة احباط شديد، مما يؤثر على معنوياته، وأيضا على مسيرته الكروية، ولكن ايجاد بطولة تحت سن ال23 تعطي الفرصة لتلك الوجوه، وتكون جسرا للموهوب لتمثيل الفريق الأول في ناديه، ومن الممكن أن تفرز هذه المسابقة العديد من الوجوه الشابة، والنجوم التي ستكون أعمدة أساسية لفرقها في السنوات المقبلة. الجماهير والإعلام ومطلوب أن تتفاعل الجماهير الرياضية مع هذه المسابقة، ومطلوب أكثر أن يتعامل معها الاعلام بحذر شديد.. لاسيما أن هناك الكثير من اللاعبين مقبلون على مرحلة جديدة في حياتهم الكروية والمبالغة الاعلامية لأي موهبة من الممكن أن تأتي بنتائج عكسية، ومن هنا فإن الجمهور والاعلام سيكونان لهما دور مؤثر جدا في نجاح هذه المسابقة. الاعتماد على المحلي ويبدو أن نظام المسابقة يتيح للاعب السعودي فرصة الانطلاق، لاسيما أن المسموح به لاعب أجنبي واحد وايضا وضع بصورة اختيارية، وهذا يعني أن الفرصة ستكون أكبر للاعب المحلي من أجل البروز.