عزيزي رئيس التحرير.. أصيبت الاحساء في يوم السبت 10/5/23 بمصاب جلل وفقد عظيم بفقدها ستة وعشرين من ابنائها من بلدة الشعبة في حادث مروري نتيجة اصطدام الحافلة التي تقلهم بشاحنة على طريق المدينةالمنورةبريدة مما ادى الى اشتعال النار بالحافلة وتعرض ركابها للحرق. هذا الحادث المؤلم الذي ادى الى تقويض اسر بكاملها وفقدان بعض خيرة الابناء لاسيما الشاب الفنان التشكيلي المبدع ناصر الفايز الذي توفي هو واربعة من بناته ووالدته وابناء اخيه وامهم. ان الضرورة الملحة التي لامفر منها اذا اردنا ان نتعامل مع حدث مهم كهذا بالمستوى الحضاري الراقي الذي ننشده ونتطلع اليه ان نراجع العوامل والاسباب وراء هذا الحادث الجلل كي نستطيع تلافي امثاله لاسمح الله في المستقبل. ان الامم المتحضرة في عصرنا هذا اذا ما ألمت بها الكوارث او النوائب صغرت ام كبرت تعين لها لجان تحقيق ودراسة وتقص لتحديد اوجه النقص والعيوب تلك التي ادت الى عدم الالتفات الى وقوع هذه الكوارث او تفاقم آثارها. ولابد لنا ان ندعو من على صفحات هذه الجريدة الى ضرورة تبني الجهات المسؤولة لاسيما وزارة الداخلية متمثلة في امن الطرق وادارة المرور العامة مهمة تنوير المواطنين من خلال تقرير فني متكامل عن الاسباب التي ادت الى هذا الحادث. والوسائل والاجراءات الكفيلة لتلافي امثاله في المستقبل. لعل من الامور التي لامناص من ذكرها حتى لايذهب دم هؤلاء الابرياء هدرا دون عبر ودروس للآخرين هي: 1 حافلات نقل المسافرين: انتشر في الآونة الاخيرة الكثير من مؤسسات النقل التي تقوم بشكل مباشر وغير مباشر بتأجير حافلاتها بنقل الركاب المسافرين الى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة او الى بعض الدول العربية كالامارات العربية المتحدة او الجمهورية العربية السورية. ما يلفت الانتباه الى ان الكثير من هذه الحافلات تعود ملكيتها لافراد يستأجرون من هب ودب من الشباب القليل الخبرة لقيادة هذه الحافلات دون ان يكون لهم الخبرة الكفيلة لحماية الركاب.. وقد لايخلو البعض منهم من التهور اثناء قيادته.. وفي اثناء المواسم كالاجازة الصيفية والربيعية واجازة العيدين ينشط سوق الحافلات ويحمي فيضطر هؤلاء الشباب إلى قيادة هذه الحافلات ذهابا وايابا دون توقف يتخللها فترات راحة وجيزة جدا، والطبيعي في هذا ان يتعرض السائق الى ضغوط نفسية وجسدية عالية مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود مساعد له يخفف عنه ثقل الطريق اذا ما اعتراه تعب او ارهاق. والأمر ماض على هذا الحال دون رقيب او متابع فهل وقوع مثل هذه الحادثة الاليمة امر بعيد التوقع! 2 الحافلات ووسائل الامان والسلامة. الكثير من هذه الحافلات التي تجوب الطرق الطويلة جيئة وذهابا في حالة مزرية من الاداء والكفاءة حيث الكثير منها يفتقر الى الكفاءة الادائية لتحمل حجم الرحلات المكثفة التي تقوم بها بجانب فقر الكثير من هذه الحافلات في كفاءتها الميكانيكية تفتقر هذه الحافلات الى وسائل السلامة والامان كافتقارها الى طفايات الحريق وحزام الامان والفحص الدوري الصارم الذي يكشف اداء وسائل النقل الجماعي هذه التي يجب ان تتمتع باقصى درجات المتانة والسلامة. فهل بالتغافل عن وسائل الامان والسلامة امان من وقوع امثال هذه الحوادث المؤلمة. 3 رخص القيادة العامة والمراجعة الدورية: ما هي المعايير التي تشترطها ادارة المرور لمنح رخصة القيادة العامة؟ هل تتمتع هذه الشروط بالصرامة الكافية للحد من اعطاء هذه الرخصة المهمة لغير الاكفاء؟ لا اريد ان ارسل الكلام دون تثبت. ولكن ما يقلق الجميع حمل هذه الرخصة من قبل الكثير من الشباب قليلي الخبرة في القيادة الخاصة ناهيك عن فنون القيادة العامة. ما الفحوص الدورية الاجبارية التي يخضع لها حامل الرخصة العامة للتأكد من سلامته وكفاءته لقيادة المركبات العامة. اسئلة كثيرة تنتظر الاجابة نطمع في ان نراها في التقرير المرتقب. نأمل ان تكون حادثة طريق المدينةالمنورة فاتحة لاجراءات تضمن وتكفل السلامة والامان لمرتادي هذا الطريق الحيوي المهم. د. احمد محمد اللويمي استاذ مشارك جامعة الملك فيصل بالاحساء