حبيبتي أمي الكبرى.. أرض بلادي @ مازلنا ياست رأسي الصبوة.. والحلم.. والتوثب والنشوة.. والحب.. وما ضارك.. او يضيرك كيد الكائدين. @ مازلنا مع كل الشرفاء نقف قريبا جدا من حناجرنا التي اختنق فيها الكلام.. واليوم من أجلك يحلى الكلام! @ لقد أكثروا علي غناء مرا مما أوجعني.. فهل ذنبي انني اهتديت الى غضبي مما تزاحم في دمي. @ أم لاني رأيت حقائق النهار فعشت الحياة بامتلاء خصب في وطني ورأيت اهلي في هذا البلد يحيلون كتلة الزمان الى قيمة واستدلوا على قيمة وجودهم بالعمل.. والمعاناة والحنين الدائم الى الابداع @ وهل انفعال الشرفاء بتلك المثل العظيمة في الدفاع عن الوطن يغضب أحدا.. وهل تجاوز التراب التراب الذي نقف عليه.. وهل حاك الزمن قصته وأعادها مرة اخرى بحروف هلامية فوق السحاب.. فأعيد مرافعتي من أجل بلدي بعد ان زرع نصل في جرحي فأدماه وادماني ومن يزرع نصلا غادرا في ظهر هذا الوطن فإنما يزرعه في ظهورنا جميعا. @ نحن ياصلاح الحجيلان مؤهلون تماما لاقامة حوار عادل ومنصف تستقيم معه الحياة.. ونحن لسنا كائنات متوحشة منعزلة تضيق الدوائر حولها.. وتضيق بمن حولها. @ ولسنا مفرغين من كل ما يثير الجدل حول ما نريد وما لانريد ولكن ذلك الحوار المنصف هو ما نريده فهل دفاعك عن عبدالباري عطوان.. هو الطريقة المثلى لحوار العقلاء؟ وهل يمكننا ان نبارك التزلف والكذب والادعاء؟.. لقد اخترت منزلقا خطرا لا احسدك عليه. @ ان الاحياء ياصلاح يملكون حرية التأمل والتفكير والتساؤل والتطلع.. وفتح الاعماق.. وارتقاء الذروة انهم يحلمون دائما ببلوغ الحقيقة.. فهل من دافعت عنه كان محقا في شتم بلادك وأهلك وقادتك. هذه واحدة.. @ اما الثانية: هل نحن اشقياء بما نعرف أم نحن اشقياء لاننا لانعرف فاذا كنت ممن يعرفون فلماذا تبخل على بلادك بايضاح ما تعرفه عنها سواء في اعلام الغرب المعادي لنا.. أو في اعلام بلادك. @ وبعيدا عن ذلك الانعطاف الغاضب الذي أثارنا في دفاعك عن عبدالباري عطوان.. أود ان اطرح عليك سؤالا في أذهان الناس : هل انت على حق وعبدالباري على حق في النيل من بلدك وقادتك.. @ واذا كانت الرغبة في الوصول الى الحقيقة حافزنا للرد عليك فلماذا لاتكون منصفا مع الأم التي حضنتك ورعتك. واغدقت عليك من خيرها وحنانها.. أرض بلادك.. @ اذا كانت لاهلك وبلادك عيوب.. وثمة ما يكتظ في صدرك فلماذا لانناقشه معا لنرى ان كنت على حق.. أو على باطل. @ أما ان تستعير صوت المفترين والادعياء والكاذبين فهذا ما لا يقره أحد لك.. أو لغيرك.. @ واذا كنت لاتستطيع ان تقيس المسافة بين عينيك وقدميك لترى حقائق أرضك فماذا يمكن ان نفعله لرجل أعمى.. وانت في مرافعتك في جريدة الوطن عن الباطل كمن يستجدي العمى أو يطلبه باختياره ورضاه. @ لماذا لا تأتي إلى ذلك المدار الذي اتحدنا فيه حبا وتكاتفا وتعاضدا في وطن الحب .. وهل من الصواب ان تستجدي عداء أبناء بلادك بالدفاع عمن جرح كرامتهم ونال من قادتهم.. واستكثر على بلادك مواقفها النبيلة والمشرفة في كل محافل الدنيا.. ومن هو في تقديرك الذي يسعى الى البروز بالتجني على الآخرين.. هل هو عبدالباري عطوان أم منتقدوه واذا كنت قد اخترت جانب عبدالباري عطوان فما حجتك لمساندته والدفاع عنه.. وهل ترى ان الشجاعة في الحق هي مساندة صوت الباطل.. واذا كنت تملك حرية الكلام الى درجة الترافع عن الذي يشتم امك الكبرى بلدك وينشر لك ذلك الافك.. فلماذا لاتأتي وتقول كل ما في صدرك بدلا من الدفاع عن الادعياء وزلمات عصر الانحطاط والتعفن.. وهل بلغ بمهنة المحاماة هذا الحد من التردي.. وهل سدت أمامك ابواب الخيار فلم تجد من تدافع عنه إلا عبدالباري عطوان.. @ بقي ما أود ان اشير إليه هل غرر بك وأنت المحامي البارز ذو العلاقات المتعددة والوثيقة بكبار المسئولين في بلدك وقد تعرف عن اوضاع بلادك ومواقفها ومبادئها مالا يعرفه الكثيرون.. وهذا قد يدينك بشكل واضح.. فأنت تعرف وتنكر ما تعرفه.. @ أم انك اسير لاحساسك (الآني) الغاضب بفعل لانعرفه.. ولانفسره.. ولا نبرره.. تستحسن طريقة اولئك المفترين والكاذبين.. والنهاشين في جسد بلادك.. التي أكرمها الله بأن تكون خير ارض وأطهر أرض.. واكرم أرض.. اذا كنت من هذه الفئة اوتلك.. فلا عذر لك.. @ لقد اندفعت ياصلاح إلى ذلك الطريق المفجع والمؤلم والذي يصعب فيه الخلاص. @ وهل هناك أكثر خطرا من ان ينكر المرء نعمة الله.. وفضل أهله وبلده عليه. لاحول ولاقوة الا بالله.