أقامت جمعية الثقافة والفنون بالباحة أمسية شعرية للشاعرين أحمد زربان الغامدي وأحمد قران الزهراني وذلك في مقرها في مدينة الباحة وشهدت حضورا جماهيريا جيدا. بدأت الأمسية بقصيدة للشاعر أحمد زربان بمناسبة المئوية، والذي ظهر أنه يستمد موضوعاته من المناسبات الوطنية، وهذا ما سنلاحظه في بقية قصائده التي شملت موضوعات متنوعة . أما في الغزل فقد حاول محاكاة ابن زيدون في نونيته الشهيرة، فقال في قصيدة (الرحيل): يا نبتة القلب ماذا قد ألم بنا وراح في خلسة يغتال فرحتنا ويبدو أن الشاعر أحمد زربان لا يريد أن يرهق المتلقي في التفكير في معاني أبياته وإنما يهديها إليه مباشرة كما في قوله في قصيدة (الباحة): بادية الحسن روحي فيك هائمة مشتاقة كاشتياق الزرع للمطر وختم الشاعر أحمد زربان مشاركاته بقصيدة نبطية يقول أنها عبرت عن مشاعره بلغتها العامية التي لم تستطع أن تعبر عنها اللغة الفصحى. أما الشاعر أحمد قران فقد استطاع إقناع المتلقي بعمق تجربته ففي قصيدة (( دهشة التفاصيل)) ينسج حوارا بين أم وطفلها فيقول: وفي خمسة يا بني.. لهم أفئدة خمسة في فضاءاتهم رغبة لم تعد مؤصدة هكذا قالت الوالدة كان في وجهها ومض حزن تماهى حين همّت بجمع الفتات الذي قد تبقى من المائدة وفي قصيدة اقتبس بعض ألفاظها من القرآن الكريم وفيها زاوج بطريقة مبتكرة بين التفعيلي والعمودي. يقول في ((قيظ)): لقد عزني في الخطاب له مهجتان وسبع وتسعون لي واحدة . . . . إلى أن يقول في القصيدة نفسها: قلب حروف برد في وهج القرى لملم حروف النار من رجع الصدى وبعد أن دعا مدير الأمسية المعلقين للمشاركة بدأ الدكتور صالح الغامدي تعليقه بشكره الشاعرين اللذين لم يسمعهما من قبل وقال: إننا استمعنا إلى مدرستين مختلفتين إحداهما تركز على الإيقاع، ومعانيها تأتي مسرعة ويمثلها الشاعر أحمد زربان والأخرى نذهب إليها لنبحث عن المعاني وتركز على الاقتباس. وأضاف إن هناك إشكالية واضحة في العلاقة بين الإبداع والمناسبة. تلاه الدكتور محمد ربيع الذي قال: إنه كان يداخله شك في جدوى التعليق في الأمسيات الإبداعية لأن الشعر قد يفسده النثر. وثنى على كلام الدكتور صالح في الحضور الطاغي للمناسبة في شعر أحمد زربان، وأكد على عدم أهمية الموضوع المسبق في القصيدة لأن القصيدة تصنع موضوعها الخاص. وعلق الأستاذ معجب العدواني على مسألة المدارس الشعرية التي تحدث عنها الدكتور صالح موضحا أنها بمثابة القفص الذي نضع فيه الشاعر. وأثنى على تطور تجربة أحمد قران مؤكدا أنها جديرة بالمتابعة. ثم علق الأستاذ علي صبحية ونوه بوجوب الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية. وتعقب بعض الألفاظ اللغوية. واختتمت التعليقات بتعليق الدكتور عبد الهادي فرحة الذي أبدى ملاحظاته على بعض ألفاظ قصائد أحمد قران.