حجب مدير الأمسية الشعرية التي نظمها النادي الأدبي في الباحة، البارحة الأولى، للشاعرين أحمد عبد الله زربان واليمني عبد الرحمن الأهدل، مداخلات ومشاركات الحضور بدعوى أن الأمسية شعرية وليست نقدية. وأثار قرار مدير الأمسية محمد منسي استغراب الحضور، تاركا أكثر من علامة استفهام حول أحقيته في اتخاذ مثل هذا القرار الذي اعتبره البعض تكميما للأفواه وتدخلا مرفوضا، ولا سيما أن الأندية الأدبية تمثل منبرا حرا لكافة الأطياف، وللجميع حق المشاركة بالنقد وطرح الآراء والتعرف على وجهات النظر فيما يطرح على منبر النادي. دهشة الحضور ازدادت بتأييد رئيس أدبي الباحة حسن الزهراني لمدير الأمسية في حجبه للمشاركات، وعدوا ذلك سابقة غير مشهودة على مستوى الأندية الأدبية التي يفترض فيها فتح المجال للرأي والرأي الآخر والعمل على تفعيل النقاش بين الضيف والمتلقي الذي يعد المعني بما يطرح ومن أبسط حقوقه أن يكون له تواجد ليس فقط بالحضور بل والمشاركة إذا ما رغب بعيدا عن التكبيل وتحجيم الأدوار. وفي سياق متصل، عاب الشاعر عبدالرحمن الأهدل على مدير الأمسية تحجيم مشاركته بعد أن أشار الشاعر أحمد زربان إلى مدير الأمسية أنه أنهى ما لديه، وقال الأهدل في حديثه لمدير الأمسية «كأنك تضيق واسعا، وتضع طوقا وسورا صغيرا في عرض البحر»، في إشارة منه إلى أنه يرغب بطرح المزيد من المشاركات خاصة أنه وجد تفاعلا كبيرا من الحضور. الشاعر أحمد زربان شارك بعدد من القصائد الوطنية والعاطفية منها قصيدة مهداة للوطن وأخرى للباحة، فيما شارك عبدالرحمن الأهدل بقصيدة مهداة للمليك وأخرى مهداة لسمو ولي العهد، إضافة لعدد من القصائد التي غلب عليها طابع السخرية والانتقاد والأسلوب الفكاهي، وكان تفاعل الجمهور واضحا ومنسجما مع مشاركة زربان والأهدل. إحدى الحاضرات في القاعة النسائية وصفت الأهدل بالبروفيسور، فيما أشار رئيس النادي حسن الزهراني أنه يعتبر حضور الأمسية 40 مليونا وليس 40 شخصا، مؤكدا أن كل شخص يمثل لهم قامة وهامة أدبية تغني عن الكثافة العددية مهما بلغت.