لا احد في العالم العربي يتمنى ان يكون العراق هدفا عسكريا لاي حملة عسكرية فالعراق بجيشه وقدراته البشرية جزء من الامة العربية وما يصيبه يضعف الامة.. لذلك على الرئيس صدام حسين ان يضع مصالح شعبه والامة العربية فوق كل الاعتبارات وان يصغي الى العقل والمناشدات العربية والدولية بتفويت الفرصة حتى لا يقع مالا تحمد عقباه خصوصا ان ما تسرب للعلن يشير الى قرب تهيئة الظروف لضربة عسكرية وشيكة ويمكن ادراج تحذير الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لبغداد بوقف الحوار معها اذا لم تقبل عودة المفتشين في سياق الاصرار والجدية على تحقيق الاهداف العسكرية التي بدأت تلوح نذرها. كما يمكن ادراج التقارير التي ذكرت ان سبب اقالة رئيس الاركان البريطاني معارضته خطط واشنطن لضرب العراق ضمن سياق التخطيط الجدي للهجوم على العراق وهو ما يجب ان يأخذه الرئيس صدام حسين بجدية تتعدى حدود الشعارات بالصمود والمقاومة وهي الشعارات التي لا معنى لها في حالة اصرار الولاياتالمتحدة على موقفها مسنودا بموقف الامين العام للامم المتحدة.. على العراق ان يأخذ مفاوضاته مع الامين العام للامم المتحدة بجدية اكبر وان يصل معه الى حلول للازمة بأن يفوت الفرصة ويقبل عودة المفتشين الدوليين وهذا جزء من قرارات مجلس الامن التي قبل بها العراق بعد تحرير الكويت بالاضافة الى القرارات الاخرى مثل عودة الاسرى والمرتهنين الى دولهم.. ان العقل ضرورة لتجنب الدمار الذي قد يلحق بالعراق وشعبه العزيز على كل عربي، ومجرد المماطلة والرفض انما ينم عن سذاجة في تقدير الموقف السياسي الذي يمكن ان يترتب جراء الرفض وهو ما سبق ان وقع في سوء التقدير نفسه حين رفض المناشدات العربية والدولية للخروج من الكويت الى ان تم ارغامه بالقوة على ذلك ومجرد تكرار نفس الخطأ مرتين يعني ان هناك خللا خطيرا في بوصلة النظام العراقي ازاء المناخ العام الدولي الذي يرى ان اسلحة الدمار الشامل خطر على سلامة البشرية لذلك هناك سعي الى السيطرة عليها وتقنينها في اضيق الحدود والنظام في العراق لن يجد سبيلا في النهاية الا الرضوخ لرغبات مجلس الامن وقراراته وعليه ان يستجيب بسرعة حتى لا يدفع الثمن غاليا على حساب شعبه ومقدراته وثرواته وهذا ما نأمله من الرئيس صدام حسين.