لا جدال في ان الولاياتالمتحدةالامريكية ماضية في خططها بشأن العراق، وهي خطط يتم تسريبها للصحافة ولا تنكرها ادارة بوش لتهيئة الرأي العام الامريكي والعالمي لما سيحدث والنتائج التي قد تترتب في المنطقة جراء هذا الاحتمال. ومن استمع الى خطاب صدام حسين بمناسبة ذكرى 17 من تموز لاشك سيعود بالذاكرة الى خطاباته ايام غزو جيشه للكويت وكلماته الكبيرة بشأن دحر المعتدي والانتصار على امريكا.. نعم هي نفس المفردات الحماسية بشأن فلسطين وطرد الصهاينة وعملائها الصهاينة والذين يمشون في ركابهم... اكثر من عقد كامل مر وخطاب التعبئة لم يتغير لأن البصيرة السياسية لم تتغير وكأنه ليس هناك من دروس يمكن تعلمها لمراجعة الماضي. دول المنطقة كررت رفضها الخطط الامريكية للمشاركة فيما تنوي فعله وكانت زيارة تشيني نائب الرئيس الامريكي لدول المنطقة ابلغ دليل على معارضة الخطط الامريكية وهو موقف يتم بالشجاعة السياسية والاخلاقية.. لكن علينا ان نفكر بهدوء ونذكر ان المنطقة لا تستحمل المزيد من المغامرات وعلى الرئيس العراقي ان يستفيد من دروس الماضي وان يجنب المنطقة وشعبه الويلات من خلال التزام العراق باستكمال تنفيذ قرارات مجلس الامن والسماح لفرق التفتيش على اسلحة الدمار الشامل بالعمل في العراق ولا ننسى كذلك اطلاق الاسرى والمرتهنين حتى يفوت الفرصة على صقور الادارة الامريكية وحتى تتفرغ حكومة بغداد لاعادة استكمال بناء العراق وتأهيل بلدها للاندماج في الاسرة الدولية. تقدير الموقف من قبل حكومة العراق هو ابجدية علم السياسة فبدون تقدير سياسة سليمة للمواقف الحرج الحالي يعني المجازفة والخسارة النهائية وهو خيار يجب التعامل معه باحتراف سياسي دون شعارات وتضخيم للقوة الذاتية للعراق كما حدث اثناء حرب تحرير الكويت. كل آمال الشعب العراقي والشعب العربي متعلقة بموافقة صدام على السماح للمفتشين الدوليين بالعودة الى العراق والانصياع لقرارات الاممالمتحدة حتى لا يتم تدمير قدرات العراق وحتى يتمكن الشعب العراقي من ممارسة دوره الطبيعي في الحياة الكريمة والآمنة والمستقرة. هل يستجيب صدام لمناشدات الحكومات العربية؟! هناك امل ضعيف خصوصا بعد خطاب الرئيس العراقي الاخير.. لكنه امل نتمسك به حتى آخر لحظة.