بين لحظة واخرى ما الذي يمكن ان يختف في حياتك؟ إنه سؤال مفتوح باستطاعتك ان تجيب عنه لمدة يوم كامل وانت تعدد ما قد يكسر خط الاعتياد في حياتك سلبا او ايجابا، ولكن عليك ان تفكر في الايجابي وتبحث عنه ستجد دائما ان لحظة حب تقف وراءه إما بصورة شكر او ثناء او مساندة او غيرها ولو أنك جمعت تلك اللحظات لوددت ان تمتد الى غيرك ممن يهمك أمرهم لتمنحهم شعورا بالرضا عن أنفسهم ربما لا تزيد اللحظة على ثوان او دقائق معدودة ولكن يا له من أثر عجيب ذلك الذي تفعله في النفوس. قرأت عن هذا موضوعا ورغبت ان تشاركوني فيه لانكم صنعتم فارقا في حياتي. قررت احدى المعلمات في نيويورك ان تكرم الطلاب الذين صنعوا فارقا بالنسبة لها وللفصل، فقدمت لكل واحد منهم شريطا أزرق اللون كتب عليه (من أنا؟ ذلك يصنع فارقا) ثم قررت ان تمد هذه التجربة لترى مع طلابها الاثر الذي سيحدثه تقدير الفضل والاعتراف بالجميل في المجتمع، فاخذ كل طالب مجموعة من الاشرطة ليضعوها على صدور من يستحقون منهم الشكر والاعتراف بالجميل. فقام احد الطلاب بمنح الشريط لموظف ساعده في احدى خططه المهنية. وطلب منه ان يقدم شريطا آخر لشخص يهمه فقدمه الموظف بدوره لرئيسه في العمل الذي عرف بشخصيته سريعة الغضب وكثيرة التذمر فسعد به المدير. ثم قدم له الموظف شريطا اضافيا ليمنحه بدوره لن يرغب. عاد المدير الى بيته وحكى ذلك الموقف لابنه بسعادة بالغة ثم قال لابنه: ان ضغوط العمل تثير قلقي وغضبي فلا أمنحك ما تستحق من اهتمام وكثيرا ما عنفتك على تدني المستوى الدراسي لك، ولكني الليلة أريد ان أقول لك إنك الشخص الاهم في حياتي الى جانب والدتك انك ولد عظيم وأنا أحبك. دهش الولد وانتحب وارتعدت أوصاله من شدة البكاء وقال لوالده: "كنت أفكر في الانتحار غدا يا أبي لأنني اعتقدت انك لا تحبني ولكنني الآن لا احتاج لفعل ذلك". كم عدد المرات التي نتوقف لنسأل انفسنا هذا السؤال وكم مرة سلمنا بالمسلمات وقلنا: أبي يدرك اني احبه، واختي متأكدة من حبي لها، وامي لا يمكن ان تشك في حبي وتقديري لها، وصديقي يشعر بودي وعرفاني، وكم مرة ذابت علامات الحب والود والاخوة والصداقة في تلك المسلمات، وكم مرة شعرت بالاهانة او أشعرت بها من تحب.. وكم.. وكم.. وما هي الا لحظة ففكر وقرر ماذا ستقول فيها وماذا ستقدم وما الفرق الذي تصنعه لأحبابك.؟