توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر امس في حي البرازيل بمدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية حيث قامت بعمليات تجريف للمنازل الفلسطينية. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية في المدينة ان عددا من دبابات الاحتلال ترافقها الجرافات توغلت في ساعات الفجر الأولى الى الحي المذكور حيث أقدمت على تجريف عدد من أسوار المنازل هناك اضافة الى ورشة لتصليح السيارات. وذكرت المصادر ان الدبابات التي جاءت من الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن مصر توغلت الى مسافة تزيد على المائتي متر في المناطق الواقعة تحت السيادة الفلسطينية حيث رافقتها طوال الوقت وحدات من المشاة المدججين بالأسلحة. واشارت المصادر الى ان قوات الاحتلال أطلقت طوال فترة التوغل نيران أسلحتها الرشاشة نحو المناطق الفلسطينية القريبة مما أسفر عن إصابة عدد من المنازل هناك بأضرار. من ناحية اخرى قالت منظمة العفو الدولية (امنيستي) ان اسرائيل انتهكت القوانين الدولية بعد قيامها باعتقال آباء واشقاء اربعة نشطاء فلسطينيين بالقرب من نابلس فى الضفة الغربية تمهيدا لابعادهم الى قطاع غزة. وذكرت المنظمة فى بيان لها ان ما قامت به القوات الاسرائيلية يعد خرقا صريحا للقوانين الدولية ويندرج تحت بند الترحيل الجماعي القسري مطالبة اسرائيل بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة التى من شأنها ان تؤثر سلبيا على عملية السلام. واضافت اذا ما تمت ادانة اي من المعتقلين فيجب احضارهم امام محكمة ومقاضاتهم وفق الاعراف الدولية بدلا من ابعادهم بهذه الطريقة.. ولذلك يجب اطلاق سراحهم على الفور. واكدت ان عملية الابعاد الجماعية القسرية مخالفة للقوانين الدولية اذ انه لا يوجد قانون يجيز معاقبة شخص ما على جرائم لم يرتكبها مشيرة الى الفقرة ال 33 من معاهدة جنيف الخاصة بمعاملة المدنيين فى اوقات الحروب والصراعات التى اقرت فى عام 1967. وكانت السلطات الاسرائيلية قد اعتقلت أمس 16 شخصا من اقرباء نشطاء فلسطينيين هم من آباء وأشقاء اربعة نشطاء في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة (فتح). وتهدف اسرائيل من وراء هذا مواجهة الهجمات الفلسطينية ورد الناشطين الفلسطينيين من تنفيذ المزيد منها والتى كان اخرها عملية فدائية مزدوجة فى تل ابيب الاربعاء الماضي. من جانبها دعت فرنسا اسرائيل الى احترام معاهدة جنيف الخاصة بمعاملة المدنيين اوقات الحروب والصراعات وطالبتها باعادة النظر فى قرار اتخذته بشأن ترحيل عائلات الانتحارين الفلسطينيين ومن لهم علاقة بالهجمات على اسرائيليين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو فى ايجاز صحفي ان فرنسا ترغب فى رؤية حكومة اسرائيل وهى تحترم معاهدة جنيف الدولية بالكامل. وكانت الحكومة الاسرائيلية قد اتخذت قرارا بترحيل عائلات من سمتهم بالارهابيين من المهاجمين الاستشهاديين الذين يشنون هجمات ضد اسرائيل والاسرائيليين من الضفة الغربية الى قطاع غزة وهو ما لاقى استهجانا دوليا انضمت اليه الولاياتالمتحدة فى وقت سابق أمس بقولها ان هذا العمل لن يساعد الاسرائيليين او يحل مشاكلهم الامنية. وقال المتحدث الفرنسي انه فى هذه المرحلة ليس لدينا ما نقوله ولكننا نرى ان معاهدة جنيف تنطبق على هذا الموقف تحديدا ويجب احترامها بالكامل. وينص البند 147 من المعاهدة الدولية على ضرورة امتناع الاطراف المتنازعة فى حالات الحروب والصراعات عن القتل المتعمد والتعذيب والترحيل التعسفى للمدنيين. وقام جيش الاحتلال الاسرائيلي فى وقت سابق امس باعتقال 16 شخصا فى الضفة الغربية من اقارب فلسطينيين على علاقة بهجمات ضد اسرائيليين وذلك بنية ترحيلهم الى قطاع غزة. من جانب آخر هدد الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين امس السبت بالرد الموجع على اسرائيل في حال ابعاد فلسطينيين من الضفة الغربية الى قطاع غزة. وجاء في بيان لكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ان هدم البيوت والابعاد الجماعي تستدعي الرد الموجع على المحتلين والمستوطنين. واكد البيان ان كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية وفصائل المقاومة الاخرى سترد على المحتلين والمستوطنين، دفاعا عن شعبنا الاعزل وحقوقه الوطنية بالحرية والاستقلال، ولن تمر سياسة شارون بهدم البيوت والابعاد الجماعي دون عقاب. واضاف: ان سياسة العدو الدموية تستهتر بحقوق الانسان والقرارات الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، ولا تترك امام شعبنا الا خيار الانتفاضة والمقاومة. ودعت الجبهة الاممالمتحدة والعالم لارسال قوات دولية لحماية شعبنا وليس خبراء امن تحت اشراف السي.آي.ايه (وكالة الاستخبارات الأمريكية) لدفع السلطة الفلسطينية نحو تصفية الانتفاضة والمقاومة وتأمين الامن للمحتلين وللمستوطنين. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعتقل ليل الخميس الجمعة في الضفة الغربية اقرباء منفذي عمليات مفترضين بنية ابعادهم الى قطاع غزة. وقد توعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان الجمعة بالرد على سياسة ترحيل عائلات المجاهدين والمقاومين بتنفيذ سلسلة من العمليات الاستشهادية النوعية التي تزلزل اركان العدو سواء كان هذا الترحيل من الضفة الغربية الى قطاع غزة او الى خارج فلسطين. والجناح العسكري للجبهة الديمقراطية كان واحدا من المجموعات الفلسطينية الثلاث التي اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف حافلة للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية وادى الثلاثاء الماضي الى مقتل تسعة اسرائيليين.