ان الرغبة في السفر يتفاوت حجمها من شخص لآخر كما تتفاوت فيها الاهداف والمقاصد الآلاف من الذين اعتادوا على السفر سنويا يجدون مجرد هذا التعود اكبر مبرر لهم لحزم الحقائب دون تفريط في اجازة واحدة والآلاف يجدون وفرة المال وحدها كافية بالنسبة لهم لتكون رافقا للسفر.. واخرون يسافرون من اجل تغيير الجو وهروبا من الحر وليس بمستغرب ان تجد من بين هؤلاء المسافرين من يقول بكل صراحة انا اسافر ليعلم الناس انني اسافر في كل عطلة صيفية والطامة الكبرى ان تجد اقواما قد لا يجدون ما يسدون به ايجار بيتهم او أداء واجبات عليهم ومع ذلك يستدينون من اجل السفر والسياحة. هناك الكثير يهم السفر.. ولكن الى اين؟ وكيف نسافر؟ وما اهدافنا وكم هو مصروفنا وما خططنا في السفر الكثير لا ينظر الى هذه الامور.. المهم ان نسافر فمع بداية موسم كل صيف تبدأ مواسم السفر الي الداخل والخارج والحديث عن السفر حديث يطول ويطول فيه العبر والفوائد والعجائب والغرائب وفيه المآسي والمخاطر بحسب المسافر واهدافه ومكان وجهته ونوع سفره. يتساءل الكثير ويقول هل السفر حرام؟ والجواب علي ذلك ان السفر في اصله مشروع وجائز غير ان مشروعيته تتوقف على الغرض والهدف منه فإذا كان السفر من اجل النزهة والسياحة وسيجر المرء الى الحرام والفحش والوقوع في الرذيلة فأي عاقل يقول بأن مثل هذا السفر حلال. بل حتى السفر الى بعض الدول الاسلامية والعربية لا يقل سوء الامر فيها عن غيرها من البلاد الكافرة فعلى المرء ان يتقي الله حيثما كان واينما كانت وجهته (اتق الله حيثما كنت). وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم السفر الى بلاد الكفار وحكم السفر للسياحة فقال فضيلته: السفر الى بلاد الكفار لا يجوز الا بتلك الشروط. الشرط الاول: ان يكون عند الانسان علم يدفع به الشبهات الشرط الثاني: ان يكون عنده دين يمنعه من الشهوات الشرط الثالث: ان يكون محتاجا الى ذلك فإذا لم تتوافر هذه الشروط.. فإنه لا داعي للسفر