بين الترفيه والمفاخرة بعض الناس يميلون إلى مجاراة الآخرين في حين لا تسمح إمكانياتهم لهم بذلك فيلجأ للديون لكي يستطيع السفر في الإجازة الصيفية ويبقى أسير الديون لمدة سنوات أو قد يستدين من " البنك" لكي يسافر إلى بعض الدول لكي يقال إن فلاناً مسافر ، وقد يسافر ويترك أهله من دون مصاريف تعينهم في حياتهم اليومية . وعندما يعود يتحدث بغرور أمام أصدقائه عن سفرته وهو لا يدرك ماذا فعل. ظافر محمد ولع بالسفر يقول الشاب ظافر محمد (32 سنة): في الحقيقة كنت من الذي يستدينون من البنوك لكي أسافر ولكن ليس من أجل المباهاة والغرور ولكن حبي للسفر والتعرف على أغلب الدول حتى إني وضعت جدولا لزيارتها مهما كلفني الأمر، أنا موظف ووظيفتي معقولة جدا وصدقني لا يكلف السفر الشيء الكثير رغم أنني أستدين وخاصة لكن لو اجتمع عدد من الأصدقاء أو الزملاء ووضعوا لهم ميزانية . محمد مصلح خوف من الديون محمد مصلح يقول: بصراحة لم أسافر خارج السعودية ولم أفكر في ذلك لأن إمكانياتي لا تسمح وحتى لو كان هناك إمكانية فصيفنا في بلدنا أفضل، ويقول بضحكة عالية: "اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول" فلماذا أقحم نفسي في الديون والمشاكل "أنا ناقص؟" مفاخرة ومباهاة أما نهى عبد العزيز فتقول لماذا لا نسافر فزميلاتي مثلا أفضل مني في ماذا؟ والدي يملك شركة ومصنعا وأحوله المادية جيدة، فلماذا لا نسافر؟ فأنا أعرف عددا من الأسر تسافر وعائلهم لديه راتب محدود جدا ومع ذلك يسافرون، وهذا دائما ما يكون نقطة خلاف بيني وبين والدي، وبصراحة عندما تبدأ المدرسة تسمع القصص فلانة سافرت دبي وأخرى سافرت فرنسا وأسبانيا والمغرب وبكل غرور، فعندما لا يوافق والدي على سفرنا إلى الخارج فماذا تكون ردة فعلي؟ عبدالله سفر بقرض بنكي الشاب عبدالله يقول عندما يأتيني مبلغ لا بأس به كفروقات أو انتدابات أو حتى قرض من البنك فلابد من سفرة خاطفة لإحدى الدول المجاورة أما من ناحية الدين فأنا لا أستدين من أشخاص كي أسافر، من بنك لا مانع أما من أشخاص فأعتبرها مذلة، إذ يعد صاحب الدين أنك سافرت على حسابه وقد يفضحك ويقول للناس فلان سافر وأخذ مني مبلغاً من المال . خسائر أما عايد فهد فيقول أنا أعرف شخص وقريب جدا لي يسافر كل إجازة صيفية حيث يشتري من المعرض سيارة تقسيط ويبعها "كاش" بخسارة تصل 8000 ريال ليوفر مبلغ السفر وباقي السنة يسدد في ذلك المبلغ وهكذا كل عام رغم أنه يملك محلا صغيرا ربما يوفر له قليلا من المال فقط والسبب يعود ليقال إن فلاناً وعائلته سافروا خارج البلد، أما بالنسبة لي فأنا ولله الحمد في وظيفة مرتبها جيد جدا وأوضاعي المادية تسمح لي ولكن ليس كل عام أوكل إجازة حتى لو كانت قصيرة فكل عامين أو ثلاثة لا مانع أن تكون هناك سفرة خارجية تتمتع فيها العائلة وتغير جواً . عبدالله القرني الحسابات الغائبة يقول الأخصائي النفسي الإكلينيكي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية عبدالله القرني: فترة المراهقة عند الشباب تعد فترة النشاط والحيوية، والخيال الجامح، وفرصة التوقد، والالتفات إلى أكثر الأشياء والأمور مغامرة، وخطرا، واستكشافا للمجهول، والتعامل معها يجب أن يكون حذرا جدا، فهم لا ينظرون للمستقبل والحيثيات المترتبة على تلك المبالغ التي يستدينونها سواء من بنوك أو أشخاص فالنظرة لديهم وقتية فلذلك يقدم على الشيء دون دراسة مسبقة فما يهمه كيف يستغل الوقت ويسافر وقد يسافر وأهله لا يعلمون عنه وتلك مشكلة أخرى عواقبها وخيمة جدا . أما أصحاب العائلات فشخصية الرجل أو رب الأسرة لها دور كبير فإذا كان حازما ومرتبا للأمور فقد يسطر على الوضع بشكل صحيح ومتزن أما إذا لم يكن له شخصية قوية فقد تأتي المرأة بدورها الذي غالبا ما يكون مخالفا تماما للأوضاع النفسية والمالية للرجل فيقول وقتها لا بد أن أوفر لهم المبلغ بأي طريقة كانت من حقهم أن يتمتعوا وبصراحة يتهرب من الواقع الذي يعيش فيه.