(.. لا شك أن أي منصف متابع لمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة ضد "الإرهاب" ليدرك دون أدنى شك ان إلصاق هذه "التهمة بها ما هو في حقيقة الأمر سوى" "تجن" يفتقر الى أبسط قواعد العقل والموضوعية، ناهيك عن افتقاره لأي من الشواهد التي تثبت مثل هذه المزاعم، وان من يطلقها بالتالي لا يمارس سوى "ذر الرماد في العيون" لخدمة أهداف ومصالح يعرف الجميع مغازيها ومراميها...).. ... زد على ذلك فالإرهاب هو مفهوم لا يزال "غامضا" بمعنى ان تعريفه لا يزال محل جدل "دولي" لاسيما عندما يخلط البعض بحسن او بسوء نية بين تلك الأعمال التي تأخذ طابعا إرهابيا تخريبيا، وتلك التي تنطلق من حقوق أصيلة ومقدسة "كحق تقرير المصير". ... ومع كل ذلك تطل علينا "سحب صيف تهم الإرهاب" التي تطلقها بعض الأقلام بين الفينة والأخرى على المملكة العربية السعودية، والتي لا تزيد مروجيها إلا مزيدا من "الرثاء" و"السخرية" وذلك انطلاقا من مجموعة من الأسس الموضوعية التي سنتناولها في عجالة خلال مقالتنا هذه. ... أولى تلك الحقائق هو الدستور الإلهي الذي تنطلق من خلاله المملكة العربية السعودية عقيدة إلهية، ومنهج حكم، وسلوك حياة. هذا المنهج الذي ينبذ كل أشكال العنف وهو يرسي قواعد الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. ... كما أن الإرهاب وان اختلفت تعاريفه يعني في النتيجة النهائية افسادا في الأرض وهو ما يتعارض كليا مع تعاليم الشريعة التي توعدت المفسدين بسوء العاقبة في الدار الآخرة، وهو ما أكده بما لا يدع مجالا للشك قرار هيئة كبار العلماء في المملكة الذي جرم كل أعمال العنف والارهاب. ... ثاني تلك الحقائق تنطلق من حقيقة "المعاناة" التي عانتها المملكة العربية السعودية من العمليات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، والتي استهدفت أرواح مواطنين ومقيمين عزلا ناشرة الخوف والذعر في وطن كان وسيظل بإذن الله واحة أمن وارفة الظلال. ... من هنا فلا غرو ان تحاول المملكة بكل الوسائل والطرق التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد ليس منجزات الوطن الداخلية، وانما تلقي بظلالها "الكئيبة" على كل منجزات الانسان في هذا الكون على اتساعه. ... فطالما نددت المملكة بهذه الظاهرة على كافة الأصعدة مطالبة بحشد كل الطاقات والإمكانات التي تساعد على القضاء على هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها، ومن هنا أيضا لقد كانت العبارات التي حوتها مكالمة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله التلفزيونية الى الرئيس الأمريكي جورج بوش (الابن) في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بمثابة رسالة سعودية واضحة المعالم عن موقف المملكة العربية السعودية الرافض والمندد لما تعرضت له الولاياتالمتحدةالأمريكية من عمليات ارهابية من جهة، والمحذرة لما قد يسفر عنها من تداعيات على المستويين المحلي والعالمي. ... كما ان الجهود السعودية التي بذلت في الإطار الإقليمي، والعربي هي جهود لا يمكن إنكارها او التقليل من أهميتها بأي حال من الأحوال. فالاتفاقيات الأمنية المشتركة التي أبرمت سواء على المستوى الخليجي، او في الإطار العربي من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب، او من خلال الاتفاقيات الثنائية تبرز بلا شك الدور السعودي الفاعل في مكافحة آفة الإرهاب. ... ومع كل ما ذكرنا تطل علينا بين الفينة والأخرى رؤوس أولئك الذين أدمنوا أساليب المغالطة كريتش لوري ورود درهر مرتدية قبعات "الكاوبوي" تارة وبدلة "ستيف اوستن" تارة أخرى منددة بمواقف الشرفاء، وملصقة من خلال أسلوب فج تهمة الإرهاب بالمملكة دون ان تستند في ذلك الى "وقائع محددة" لا لشيء سوى خدمة أغراض مصالح معينة لا هدف لها سوى إرضاء "الفئة إياها" وفي الوقت نفسه صرف الأنظار بعيدا عن جريمة العصر التي ترتكب كل يوم ضد العزل من أبناء شعب فلسطين بقيادة المجرم القديم الجديد اريل شارون. ... ومرة أخرى نؤكد أن هذه الحملات ذات الأهداف الواضحة المقاصد لن تزيد هذا الشعب السعودي سوى مزيدا من اللحمة، والتماسك، والإيمان بسلامة موقف قيادة بلاده ضد كل قضايا الإرهاب ومن يتستر خلفه، وبالتالي مزيدا من الالتفاف حول حكومته داعما كل مسيرته المباركة في معركته ضد الإرهاب. فالقافلة ستسير بإذن الله مهما بلغ عواء من تعرفون. وعلى الحب نلتقي.