نفى وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه أمس ان الرئيس ياسر عرفات حاول عزل العقيد جبريل الرجوب مدير الامن الوقائي بالضفة الغربيةالمحتلة بعد ضغوط دولية لاجراء اصلاحات جذرية في قوات الامن الفلسطينية. وانتشرت شائعات عن جهود على مستوى عال للاطاحة بالرجوب الذي اعتبر على نطاق واسع خليفة محتملا لعرفات لكن الرجوب نفى تقارير عن عزله امس الاول ووصفها بأنها (روايات كاذبة لا اساس لها من الصحة. وفي اول تعقيب رسمي على الغموض الذي يحيط بمديرالامن الوقائي قال وزير الاعلام الفلسطيني ان الحديث عن خطة لعزل الرجوب هو مجرد شائعة وان توقع اتخاذ قرارات بشأن اعادة هيكلة اجهزة الامن الفلسطينية هذا الاسبوع. وقال عبد ربه ان قرارات اصلاح اجهزة الامن ستتخذ وتعلن خلال يوم أو يومين. واضاف ان هناك اقتراحات ومسائل يجري بحثها وربما تسرب بعضها الى الصحافة. وقال انه لم يتخذ قرار فيما يتعلق بهذه القضايا حتى الان. وزادت الضغوط لاجراء اصلاحات فلسطينية منذ ان اعادت اسرائيل احتلال سبع مدن فلسطينية تابعة للحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية في الشهر الماضي بعد سلسلة تفجيرات انتحارية قتل فيها 26 اسرائيليا. وقالت اسرائيل يوم الاربعاء انها خففت بعض القيود التي فرضها الجيش وان كان مئات الالوف من الفلسطينيين سيبقون رهن حظر التجول ليلا. وأيا كانت نتيجة الصراع على السلطة الفلسطينية فانه من غير المرجح ان تكون كافية لتهدئة الانتقادات الامريكيةلعرفات. وفي مقابلة مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول اجرتها رويترز الاربعاء اكد مجددا الموقف الامريكي الرافض للتعامل مع عرفات وقال ان مسؤولين امريكيين بدأوا جهودا دبلوماسية لاقناع الاوروبيين المترددين بان يحذوا حذوهم. وقال باول انه سيجتمع قريبا مع باقي اعضاء (رباعي) الوساطة في عملية السلام في الشرق الاوسط وزعماء عرب لاجراء محادثات بشأن انهاء العنف. والوساطة الرباعية تضم الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد قال في الشهر الماضي انه لن يتخذ اجراء نحو اقامة دولة فلسطينية قبل ان ينتخب الفلسطينيون زعماء جددا (لا يشينهم الارهاب) وينفذون اصلاحات محلية كاسحة. ورد عرفات على ذلك في الاسبوع الماضي بالدعوة الى اجراء انتخابات في ينايرالقادم واعلان اصلاحات جذرية في المؤسسات الفلسطينية تشمل اجهزة الامن التي توجه اسرائيل اليها اللوم لفشلها في وقف الهجمات التي قتل فيها عشرات الاسرائيليين. وبينما اعرب مسؤولون امريكيون واسرائيليون عن شكوكهم بشأن خطط عرفات فان الفلسطينيين العاديين حتى الذين يشكون من الفساد وسوء الادارة في السلطة الفلسطينية احتشدوا لدعم عرفات. وتواصل القوات الاسرائيلية ابقاء 700 الف فلسطيني رهن الاقامة الجبرية ليلا بعد قرار مجلس الوزراء الامني الاسرائيلي المصغر برفع الحظر نهارا بالتدريج في مدن الضفة الغربية التي اعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها. وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالبقاء في الاراضي الفلسطينية ما استمرت الهجمات ضد الاسرائيليين. ووصف صائب عريقات وزير الحكم المحلي الاجراء الاسرائيلي بأنه حيلة لاستمرار الاحتلال وابقاء العقاب الجماعي لنحو 3ر3 مليون فلسطيني. وقتل 1431 فلسطينيا على الاقل منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي. وقتل في نفس الفترة 548 اسرائيليا. ووضعت السلطة الفلسطينية برنامجا للاصلاح مدته 100 يوم يتضمن خططا لاصلاح اجهزة الامن واجراء انتخابات واصلاح النظام القضائي والاجهزة المالية.كما تتضمن الاصلاحات ضم جهاز الامن الوقائي الى وزارة الداخلية. وفي اريحا المدينة الوحيدة بالضفة الغربية التي لم تجتحها القوات الاسرائيلية في حملتها الاخيرة اجرى وزير بوزارة الخارجية البريطانية محادثات مع صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني بعد يوم من لقائه بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رغم دعوات امريكية بازاحته عن السلطة. وقال مايك اوبراين للصحفيين (وجهت اليوم رسالة شديدة اللهجة مفادها انه يتعين وقف الهجمات الانتحارية) وأضاف انه تحدث امس الاول مع عرفات وقال: انه سيبذل ما في وسعه لانهاء الهجمات الانتحارية لانها تضر بقضية الشعب الفلسطيني في اعين العالم.