كثير من الصفات متفق عليها لدى الاحسائيين ولعل ابرزها البساطة والتواضع والالفة فيما بينهم واكرام الضيف (إلى آخره من الصفات الحميدة). ولكن ياترى على ماذا يختلفون؟ في رأيي القاصر المتواضع ان نقطة الاختلاف فيما بينهم متفق عليها ايضا لا يختلف عليها اثنان الا وهي (وقت تكريم المبدع الاحسائي) سواء كان ذلك المبدع (اديبا او شاعرا.. رساما او خطيبا صحفيا او مزارعا) وقد يستغرب البعض من مقارنة المهنة الاخيرة الى من سبقوها ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الغرابة لو اننا آمنا بأن (المزارع) لا يقل اهمية عن غيره خصوصا انه اهم العوامل التي جعلت من الاحساء واحة خضراء بهيجة. اهالي الاحساء جميعا يتساءلون عند تكريم احد ابنائها بعد وفاته او في آخر حياته اذا حظي ببعض الانصاف وجاء المحتفى به يتوكأ على عصا او ربما مقعدا لا يستطيع الحراك. لماذا لم نسمع بهذا من قبل؟ ولماذا لم تتكفل اي جهة رسمية او اهلية بتكريمه؟ ولماذا لم يتطرق احد من زملائه الى قدراته وابداعاته؟ فهل كل هذه القدرات الابداعية حصلت حال عجزه او بعد موته وهذا بالطبع ما لايقره العقل والمنطق. اما اننا تعمدنا تجاهله من باب الحسد والكراهية وهذا اقرب الى المنطق خصوصا انه لا فرق بين كلمتي (الحسا) و (الحسد) الا في حرفيهما الاخيرين.