شن الشيخين صالح السحيمي وعبداللطيف باشميل هجوما كبيرا على اللبراليين الذين علقوا على كلام الأمير نايف واعترضوا عليه، ففي حلقة ظهر أمس الجمعة في برنامج “البيان التالي” الذي يقدمه الزميل عبد العزيز قاسم وتذيعه قناة دليل الفضائية، فقد أثنى المدرس في المسجد النبوي الشيخ صالح السيحيمي، أثناء تداخله على الخطاب الذي ألقاه سمو الأمير نايف في افتتاح ندوة “السلفية منهج شرعي ومطلب وطني. وقال إن أهمية الندوة تنبع من أنها أتت في وقت ُتشن فيه الحملات على السلفية، ولقد أكد سمو الأمير على النقاط التالية: الأولى أن الندوة يحضرها جماعة العلماء الذين يحملون هم الدين كله، والثانية أوضح فيها أن المنهج السلفي يقوم على الكتاب والسنة، والثالثة أكد على أن البلاد قامت على المنهج السلفي، والرابعة بيّن فيها أن السلفية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، والخامسة تأكيده على الحرص على هذا المسلك وإلقائه الضوء على الأفكار التي تشوهه. وحول سؤال عن ردود الفعل العنيفة التي جوبه بها خطاب الأمير نايف من قبل الليبراليين ، قال: أن ردة الفعل العنيفة نابعة من حقد على الإسلام والسلفية، وهم يريدوننا أن نتعلق بأذيال الغرب ولقد غابت عنهم معاني الكلمة التي ألقاها سمو الأمير، وكانت قذى في عيونهم وغصت بها حلوقهم لأنهم لا يريدون للأمة الثبات على المنهج، وحول سؤال عن أن تصريح الأمير يحمل في طياته إلغاء للتنوع لاسيما وأن هناك شيعة وصوفيين، قال: رغم أننا نؤكد على أن هدفنا هو تحول الجميع إلى إتباع المذهب السلفي، لكن المخالفين حصلوا على حقوقهم كاملة، ولم يسبق أن هضمت حقوقهم وأنصحهم بعدم الاستماع إلى الأبواق الرافضية في الإضرار بهذه البلاد المباركة . أما الداعية عبد اللطيف باشميل ، فقد اتهم كلا من تركي الحمد وزياد الدريس على انتقاداتهم للسلفية بأنهم يجهلون السنة، وقال: إن مقولة تركي الحمد التي قال فيها إن السلفية تعني أن يتحكم فينا الأموات خطيرة للغاية وتعتبر مروق من الدين، واتهم الإخوان المسلمين بعداء السلفية، وقال: الإخوان يعادون السلفية كالروافض والصوفية والحوثيين، ومن الواضح أن قطر احتضنت الإخوان وفتحت لهم قناة الجزيرة، ليوجهوا سمومهم إلى هذه البلاد قاصداً السعودية، وانتقد بشدة دعوة د.أحمد الصويان للتقارب بين السلفيين والإخوان قائلاً: من كلفه توجيه الدعوة إلى هذا التقارب ؟ وهل يترك السلفيين السلفية ويذهبوا إلى هؤلاء الإخوان الذين يعادون السلفية ؟، أننا نرفض التقارب، ورفض حصر أعداء السلفية في الغرب كما أشار الصويان، وقال: هناك فرق أخرى كالروافض والصوفية والإخوان المسلمين . في السياق ذاته اتهم ضيف البرنامج رئيس تحرير مجلة البيان د.أحمد الصويان الغرب بالتعامل الاستفزازي مع السلفية، وقال: إن أميركا وبناء على دراسات مراكز أبحاثها تعتبر السلفية عنصر مهدد لمصالحها، ولا يمكن التعامل معها، ولكن يمكن اختراقها من خلال المتعاطفين مع الغرب من الليبراليين. وأضاف أن الواقع الفكري الدولي في اعتبار الإسلام هو عدو الغرب القادم انعكس على الواقع المحلي، فشن البعض من الإعلاميين المثقفين هجوماً على السلفية واتهموها بتمزيق نسيج المجتمع وإشاعة الفرقة بين مكوناته وقالوا أن السعودية مجتمع منغلق اجتماعياً وحضارياً، وامتد الهجوم إلى العلماء فاتهموا أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم السبب في فرض عزلة على المجتمع. وحول سؤال عن العلاقة التي تربط بين السلفية والوهابية، قال: الوهابية مصطلح حادث ظهر في سياق تشويه صورة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولكنه إمام مجدد وليس مبتدع في الدين، ويجب أن يكون إماما للأمة ويرتفع عن التجاذبات السياسية، وأضاف أننا بحاجة إلى توضيح حقيقة المنهج السلفي الذي يعد في الأصل منهج الإسلام، وللسلفية خصائص منهجية منها تعظيم النص الشرعي، والالتزام بفهم الصحابة للنص الشرعي لأنهم أعرف الناس بمراد النص، وتجريد العبودية والقصد لله تعالى. وحول سؤال عن أسباب عدم استعمال مصطلح الإسلام بدلاً من السلفية مادامت السلفية مرادفة له، قال: إن مصطلح السلفية استحدث لتمييز الإسلام عن بقية المناهج الأخرى، وليس المقصود منها تفرقة الناس، وينبغي التأكيد على أن السلفية ليست حزباً أو تنظيم ولا يمكن أن تختصر في شخصية عالم من العلماء مهما علا شأنه، وإنما هي منهج وهي عبارة عن الإسلام كما قلت، ورداً على استهجان الشيخ عبد اللطيف باشميل دعوته إلى تقارب الإخوان المسلمين والسلفيين، قال: أتشرف أنني من دعاة التقارب، فالأمة تواجه بالتغول الصهيوني والعالم يتكالب علينا، والدعوة إلى التقارب لا تعني التخلي عن أصول المنهج، ويجب أن نشيع ثقافة التراحم والتناصح، ونعزز ثقافة الأخوة . من ناحيته لم يستبعد المفكر القطري د.جاسم سلطان منافسة قطر للسعودية في تبني السلفية، وقال: أعتقد باستمرار أن الدين كان منطقة تجاذب سياسي عبر التاريخ، والسياسة تستفيد من الدين بأكثر مما يستفيد الدين من السياسة، وقطر مذهبها الرسمي هو الحنبلي، والاتجاه العام فيها يتبع المذهب الوهابي، والصعود المفاجئ للدعوة الوهابية شيق وعلينا الانتظار. وحول رؤيته لأسباب صعود التيار السلفي في مصر، قال: التيارات السلفية متغلغلة في الطبقات الدنيا للمجتمع المصري، والمزاج السلفي سائد في الأرياف، وهناك جذور عميقة للسلفية في مصر، وحول توقعاته عن اكتساح الفكر السلفي للدول العربية، قال: لا أتوقع لأن هذا الظهور ستعقبه الكثير من ردود الأفعال، وإجابات التيار السلفي على أسئلة العصر لم تنضج بعد، فالتعامل مع العالم غير التعامل مع المساجد، وأتوقع هبوب موجة دينية سياسية على المنطقة لكنها شيئاً فشيئاً ستنحسر في اتجاه المزيد من التوازن الاجتماعي . لمطالعة الحلقة: http://www.youtube.com/watch?v=2w2BJuGiAhI