لا أكتمك سراً – عزيزي القاريء – أني كنت أعرف اثنين من أعضاء مجلس الشورى السابقين – ليست معرفة شخصية - أولهما (د. عبدالله الظفيري) حيث أنتسب وإياه إلى قبيلة واحدة و أشترك معه في الاسم الأخير ، و ثانيهما (د. محمد القنيبط ) لأنه مقنع بالنسبة إليَّ و يتحدث بلسان الإنسان العادي . حالياً لا أعرف أحداً من أعضاء المجلس مع أني أعرف – على سبيل المثال – أغلب أعضاء مجلس الأمة الكويتي إن لم يكن جميعهم ، بل أعرف حتى بداية تأسيس المجلس وعدد الأصوات التي حصل عليها بعض أعضائه. بالتأكيد ليس ذلك عيباً في أعضاء مجلسنا الموقرين و العياذ بالله ، بقدر ما هو نقص في ثقافتي وعيب في شخصيتي الباحثة دوماً عن الضجات والمنحدرة من ثقافة تؤمن بقول الشاعر ( إذا أنت لم تنفع فضر ) ، كما أنها لا تملك من العبقرية ما يسمح لها أن تشعر بما هو غير موجود أصلاً ، و ليس لها القدرة على تمييز الأصوات خارج النطاق الذي يسمعه الإنسان العادي. كما أود أن أخبركم بأني ذات يوم قررت متابعة واحدة من الجلسات ، فتملكتني رغبة كبيرة في أن أنام ، خصوصاً وأنا أرى أعضاء المجلس بين من هو غاط في سبات عميق ، وبين من هو يستمع و هو يتمطى و يتثاءب ، بينما نظرات رئيس المجلس كانت تجول أرجاء القاعة نظراً يفضح سأمه وملله ، ومنذ ذلك الحين أصابتني ( فوبيا المجلس ) فلا أجد خبراً يتعلق به و لا صورة لأحد أعضائه إلا انتابتني حالة من التثاءب و النعاس ، مع أن مجلسنا – ولله الحمد – يتميز عن غيره بكونه يخلو من ( النواب القبِّيضة ) ، إذ ليس فيه من هو مع الحكومة ومن هو ضدها ليغري الحكومة بالمساومة ، بل كلهم حكوميون 100% . و لذلك فنظام المجلس يحرص أكثر ما يحرص على الوحدة الوطنية ، و لا يسمح بإمكانية وجود هذه النوع من النواب القبِّيضة ، لأن الأعضاء فيه لم يأتوا إلى المجلس عبر صناديق الاقتراع ، ولم تتخذ الجموع قراراً بوصولهم إلى المجلس كي يتخذوا قراراتهم بناء على مصلحة الشعب لا مصلحة أنفسهم، وإنما وصلوا بقرار حكومي وسيعودون أيضاً بقرار حكومي ، متى تعرضت الوحدة الوطنية للخطر ، وفي أي وقت يفكر فيه أحد من أعضاء المجلس دراسة علاوات اجتماعية أو إصدار بطاقات تموينية لسلع مدعومة على غرار ما يحدث في الكويت مثلاً . ونظراً لوجود أزمة حادة في مجلس الأمة الكويتي بين عدد من النواب المعارضين أمثال مسلم البراك ومبارك الوعلان ووليد الطبطبائي و بين أضدادهم من النواب القبِّيضة المعروفين لدى الشعب الكويتي فإني أقترح إرسال عدد من أعضاء مجلسنا الموقرين كي يمارسوا الوعظ هناك ويعطوا دروساً في الوطنية للنواب المعارضين ، أو على الأقل يتواجدوا بشكل دائم في قاعة عبدالله السالم من أجل نشر حالة النعاس و التثاءب في المجلس – فالشبيه يولد الشبيه – كما يقال ، وستجدون أن القاعة ستبدأ في الهدوء شيئاً فشيئاً إلى أن تزول حالة الاحتقان ويكون الصمت هو سيد الموقف . في المقابل يتم إرسال عدد من النواب المعارضين في الكويت إلى مجلس الشورى السعودي ( يكفي مسلم البراك ) ، وأنا أضمن لكم واحداً من اثنين ، إما أنكم لن تشاهدوا عضواً نائماً في المجلس بعد اليوم وعندها لن تجد الصحافة مادة تتناولها عن المجلس ، أو أنكم ستشاهدون مسلم البراك مقضياً عليه بجلطة أو ارتفاع في ضغط الدم ،عندها سيرتاح منه الفاسدون و سيجدون فرصة لالتقاط أنفاسهم ،صحيح أن الشعب الكويتي سينزعج كثيراً وسيلومون إخوانهم في السعودية ، لكنهم حتماً يؤمنون بالقضاء والقدر (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ).