الهلال والنصر أو النصر والهلال قطبا الكرة السعودية وصاحبا الجماهيرية الأعلى على مستوى المملكة والخليج, لقد ظل التنافس بين الفريقين على البطولات ممتدا لسنين طويلة قبل أن يتنازل النصر عن هذه المنافسة والاكتفاء بلقاء( الديربي العاصمي) فاتحا الطريق لفرق أخرى كالاتحاد والشباب للدخول في المنافسة الحقيقية على البطولات والظفر بها مناوبة مع الطرف الثابت في تحقيقها الفريق الهلالي. لا يستغرب المتابع الرياضي (التوأمة) الحاصلة بين الهلال والبطولات ,هذه البطولات التي جاءت نتيجة طبيعية لفريق اكتملت وتوفرت فيه عناصر النجاح والتفوق, إن تفوق الهلال واكتساحه البطولات في السنوات الأخيرة بالذات لا يشكل لغزا محيرا ولا أمرا مخفيا على المتابعين الرياضيين فهذا التفوق جاء نتيجة العمل الكبير الذي قامت الإدارات المتتابعة للفريق, فجلب اللاعبين المميزين محليا والتعاقد مع المحترفين الأجانب المؤثرين كان من أهم أسباب سيطرة الهلال على البطولات إضافة للاستقرار الإداري الذي قلما يوجد في أندية أخرى, ولعل أقرب مثال ما حققه الهلال في السنتين الماضيتين من بطولات بعد إحضار(المميز جدا لعبا وخلقا) أسامة هوساوي والتعاقد مع مثلث الرعب رادوي, ويلهامسون, نيفيز فكانت النتيجة بطولات متتالية ,إنهاء للدوري قبل موعده بأسابيع , متعة في الأداء , نتائج كبيرة (خماسيات لم تسلم منها حتى الفرق الكبيرة)!!
لقد قدم القائمون على الفريق الهلالي وصفة النجاح على طبق من ذهب للقائمين على الفرق الاخرى ولكن أين المستفيد من هذه الوصفة المجانية!! إن ما قامت به الإدارة الهلالية هذا الموسم من استغناء عن أجانب الفريق في موسمه الفائت لوحصل مع فريق اخر لربما وجدناه في مركز متأخر في سلم الترتيب , ولكنها الحنكة الإدارية المتمثلة في رئيس النادي الأميرعبد الرحمن بن مساعد وفي مدير الكرة(الذكي) سامي الجابر فلقد قاما بقطع الطريق على كل من فكر(لو مجرد تفكير) في انتقاد الإدارة على هذه المغامرة فأحضروا مباشرة من أنسى الجماهير الهلالية ياسر القحطاني والمحترفين الأجانب للموسمين الماضيين, فمحترفي الهلال الحاليين بقيادة إيمانا والعربي لديهم القدرة على قيادة الفريق للبطولات بكل اقتدار وإضفاء المتعة على أداء الفريق وحينها يحق لجماهير الزعيم أن تردد ” محال محال يمتعك غير الهلال”.
نصر الحسرة..! على الجانب الاخر نجد الجار “الجريح” من أمد بعيد “النصر” الذي ما زالت جروحه تنزف وحالته المرضية تعيش على مسكنات وقتية سرعان ما يزول مفعولها ويعود في انتكاسة أشد مما قبل!
باختصار شديد إن أراد محبو الأصفر عودة فريقهم لمنصات التتويج فعليهم الاستفادة من (وصفة ) الهلال الناجحة (ولا عيب في ذلك) فالمال والفكر الناضج والرؤية الفنية الصائبة في اختيار المحترفين الأجانب هي السبيل الأمثل للفريق النصراوي للعودة للواجهة من جديد (كبطل) وليس كباحث عن المربع الاسيوي, وحينها ستتخلص جماهير العالمي من اهات وحسرات لازمتها طويلا.
,,, فواصل,,,
* المحترف الذي يتم التعاقد معه بنظرية(رخيص وكويس) سيكون مكانه الطبيعي دكة البدلاء كما حصل مع محترفي النصر في الموسم الماضي ولن يسلم النادي من مطالباته المالية, فلا النادي (حصل خيره ولا سلم من شره)!!
*أحضر الهلال ويلهامسون بمبلغ كبير أغضب الكثيرين حينها سواء من البيت الهلالي أو من خارجه ولكن سرعان ما تحول ذلك الغضب إلى رضا وإعجاب لمساهمة اللاعب المباشرة في بطولات الهلال وعندما قرر الرحيل استفاد الهلال بإعارته والأمر نفسه حصل مع نيفيز ورادوي, حقا إنه (الفكر).