في الوقت الذي بدأت فيه الأندية استعداداتها للموسم الكروي المقبل بحثا عن محترفين أجانب على مستوى عال، أو لاعبين محليين، يجد الهلال استقرارا واضحا على كافة الأصعدة سواء الإدارية أو الفنية أو حتى العناصرية، وهي بالأصل من أهم أسباب نجاحه وتفوقه على الصعيد المحلي. إدارة الهلال التي تتمتع بعقلية «أوروبية» بدأت منذ الآن في التخطيط لما ستقوم به من برامج في معسكرها المقبل بالنمسا، ومع أي من الفرق التي تمتلك سجلا حافلا بالألقاب تلعب، وبالإضافة إلى ذلك محاولتها في تجديد عقود بعض اللاعبين؛ فالرباعي الأجنبي الموجود في صفوف الفريق، لا أرى أن أيا من الأندية التي تعاقدت وستتعاقد مع محترفين جدد استعدادا للاستحقاقات المقبلة قادرة على إضافة عناصر من شأنها تقديم ما يقدمه ويلهامسون أو رادوي أو حتى نيفيز الذي لم يقنع الجماهير الهلالية، التي اعتادت دائما على مشاهدة «صفوة» المحترفين يرتدون زي فريقها. بينما تعاني الأندية الأخرى الآن من «صداع حاد» نظرا لدراستها أسماء اللاعبين الذين ترغب في التعاقد معهم والمفاضلة بين أسماء اللاعبين الأجانب، وتردد بعضها في الجهاز الفني وعدم اقتناعها به، مع إمكانية إقالته في الوقت الضائع وجلب بديل منه، وجميع تلك العوامل تؤثر بالسلب في النهاية على مردود الفريق بشكل عام وقد تؤثر أيضا في مستوى بعض ركائزه الأساسية.. .. في النصر قبل بداية كل موسم تبدأ العبارة المعتادة في الرواج «النصر عاد»، إلا أن النهاية غالبا ما تكون بائسة، بعجزهم عن مقارعة الكبار؛ لأن عنصر الاستقرار بعيد كل البعد عنهم؛ ففي كل موسم أجانب جدد ولاعبون محليون جدد وجهاز فني ب «قراطيسه»، والأهم من هذا وذاك عقلية الفوز بالبطولات غائبة تماما عن لاعبيه، وجميع تلك المؤشرات تدعو للتساؤل: ما الأسس التي أدت إلى تفاؤل النصراويين بعودتهم لمنصات التتويج؟ ولهذا لكي تصبح معادلات الجماهير الحالمة في المرات المقبلة سليمة وتوقعاتها إن لم تكن صائبة فإنها تكون قريبة منه، فعليها التفكير بواقعية أكبر بعيدا عن سيطرة العواطف، فدون الاستقرار وانسجام اللاعبين، لن يحقق أي فريق بطولة.. واسألوا الهلال.