دفع الهلال ثمن الظروف التي أحاطت به الموسم الماضي، وخرج في نهاية الموسم ببطولة واحدة لا تروي عطش الأمواج الزرقاء، التي كانت تتطلع لموسم أزرق وتألق آسيوي قبل المحلي، ولكن الظروف عصفت بالفريق من دون رحمة، ومن دون تقدير لتاريخه العريق. تجربة العام الماضي للإدارة الهلالية كشفت الكثير من السلبيات، والكثير من الثقوب في البيت الهلالي، بعضها مكشوف للجميع، والبعض يعرفه رموز الهلال جيداً، لذا بدأ الرئيس الهلالي وبعض الأسماء الصانعة للقرار، وفي مقدمهم الأمير عبدالله بن مساعد، الترتيب للموسم المقبل من الآن. البيت الهلالي وبواقعية شديدة يحتاج لترتيبات وجهود متواصلة، لتحقيق أهدافه التي ترضي أنصاره، وفي مقدمها بطولة دوري المحترفين الآسيوي، لبلوغ مونديال أندية العالم، وغير ذلك لن يرضى الجمهور الهلالي الممتد بامتداد شعبيته الجارفة في كل الجهات الأصلية والفرعية. نقطة البداية بدأت أمس من الساحل الغربي باجتماع الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد مع المدير الفني الجديد البلجيكي جيريتس، والمؤشرات الأولية تقول إن المدير الفني لا يرغب في بقاء اللاعب الليبي طارق التائب، ويفكر في مهاجم من ماركة النجوم العالميين، ولكن هل يُبقي على الثلاثي الأجنبي الحالي؟ وإذا قرر بقاء الثلاثي السويدي ويلهامسون والروماني رادوي والبرازيلي نيفيز، فمعنى ذلك ان اللاعب الرابع سيكون آسيوياً، أو الاستغناء عن لاعب أوروبي، وجلب لاعب عالمي بديل له، والمفاجأة التي لا يتوقعها الهلاليون وأتوقع حدوثها هي رفضه للثلاثي الأجنبي السويدي والروماني والبرازيلي، وسيطالب ببقاء اللاعب الكوري الجنوبي، خصوصاً إذا كان شاهد المباريات الأخيرة للفريق الهلالي، اذ كان الكوري سول هو الأبرز ومفتاح الثغرات في صفوف الفرق المقابلة، وهو الذي يهيئ الفرص لزملائه للتسجيل أكثر من صانع اللعب طارق التائب، وأكثر من الثنائي السويدي ويلهامسون والروماني رادوي. إذا حدثت المفاجأة، وطالب المدرب بالإبقاء على الكوري الجنوبي سول، فكيف يعالج الهلاليون الموقف؟ وهل سيسرحون الثلاثي الذين يعتقدون أنهم الأبرز والأقرب للبقاء؟ أم يجبرون المدرب على «الجود من الموجود»، وبالتالي يخلي مسؤوليته الفنية بشكل مبطن للرئيس؟ أم يبحثون عن أوراق فنية تخدم فكر المدرب، وقد يوفقون وقد يتعثرون في سوق السباق نحو اللاعبين المطلوبين، الذين يفضلون أوروبا كرغبة أولية، ثم اليابان وتركيا والمكسيك كحل ثان، والمنطقة العربية حل أخير في الرغبات؟ البيت الهلالي يبدأ الترتيب بدقة متناهية وجهود خفية من داعمين بعيداً عن الأضواء، والرئيس الهلالي وقع في أخطاء كثيرة عن غير قصد وبحسن نية الموسم الماضي، وسيكون أكثر خبرة وبعيداً عن المجاملة، وسيكون تفكيره منحصراً في الهلال الكيان أولاً، وسيدعم المدير الفني الجديد الذي يتفاءل به الهلاليون، ليعيد صياغة الفريق الكروي فنياً وانضباطياً، ومن ثم العودة للواجهة محلياً وآسيوياً. [email protected]