هذا ما تؤكده اللائحة الجديدة للجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم والتي أعلنت عن قائمة من العقوبات, ولعل أبرزها عقوبة(البصق) التي نصت على تغريم اللاعب ب(120)ألف ريال بالإضافة للإيقاف لمدة عام! هل يعقل أن تصبح عقوبة(البصق) أعزكم الله مساوية (للدية) الشرعية المقررة في بلادنا من سنين طويلة والتي يعمل بها إلى وقت قريب؟!
هل تريد لجنة الانضباط بهذا القرار التقليل والانتقاص من قدر الانسان السعودي؟ أم أنها أرادت ركوب موجة الغلاء الفاحش الذي طال جميع النواحي فجعلت من البصق(غالي الأثمان) لدرجة أن (البصقة) الواحدة تساوي (رقبة)؟!!
لقد كان لزاما على لجنة الانضباط أن تراعي الجوانب المادية والفنية والنفسية للاعب قبل إصدار هذه العقوبات, فلو أن لاعبا يتقاضى مرتبا مقداره(عشرة)آلاف ريال فمعنى ذلك أن دخله السنوي هو(مئة وعشرون ألف) ريال وهو بالضبط مقدار العقوبة المفروضة, فهل من المعقول أن تذهب جميع مرتبات اللاعب أدراج الرياح والسبب(بصقة)؟!
الجزء الثاني من العقوبة هو الإيقاف لمدة عام كامل, فمن وجهة نظر شخصية أرى بأن هذه المدة الطويلة كفيلة بالقضاء على مستقبل اللاعب رياضيا وبالتالي أسريا على اعتبار أن مزاولته للكرة (وظيفة) وهي مصدر رزق له ولمن يعول فإيقافه لمدة عام قد يكون البداية (لنهاية) اللاعب والشواهد على ذلك كثيرة, كما أن هذا الإيقاف سيؤثر بشكل مباشر على المنتخب الوطني. وإنني أتساءل عن وضع اللاعب طوال فترة الإيقاف هل سيحضر للتمارين اليومية بكل حماس وجدية وهو يعلم أنه سيكون مجرد مكمل للتمرين والمناورة؟ هل سيعفى اللاعب من حضور التدريبات في الفترة التي تلي إيقافه مباشرة؟ هل سيسمح له بالذهاب لأحد الدوريات الخليجية(معارا) حتى لا يفقد حساسيته على الكرة؟ أسئلة كثيرة أتمنى من لجنة الانضباط أن تجيب عليها. نعلم جميعا أن الرياضة تنافس أخوي شريف ولا نسمح لأي كائن من كان أن يشوه جمال وروعة التنافس بأي تصرف(أحمق) ولكننا في الوقت نفسه نطالب بالعدل والانصاف في تصنيف العقوبات حتى لا يؤثر بعضها على اللاعب في حياته الرياضية والاجتماعية فكما قيل(قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق).
“فواصل”:
- هل ستطبق هذه العقوبات حرفيا بحق لاعب جماهيري كبير أذا صدرت منه المخالفة أم سيكون للجنة حينها بعض المخارج؟! – كيف سيكون حال المنتخب لو طبقت عقوبة الإيقاف لمدة عام كامل على ثلاثة لاعبين أو أربعة من أعمدته الاساسية؟ ” أمنية”... أن تنظر اللجنة في مسألة (رد الاعتبار) للاعب (المعتدى عليه) سواء بالبصق أو بالضرب بأن يعوض ماديا أو على أقل تقدير بحصوله على اعتذار عبر وسائل الإعلام المختلفة, فالمعتدي يدفع ثمن سلوكه المشين واللجنة تقوم باستلام المبلغ و(الضحية) المعتدى عليه (عليه أن يمسح وجهه)!!!