يظل اليوم الوطني السعودي هو مناسبة عزيزة وغالية في قلب كل مواطن، ومواطنة لما يجسده هذا اليوم من لحمة وطنية بين الشعب وقيادته والاعتزاز بتوحيده على يد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله وإمتداد مسيرة البناء، والنماء، والتطور، على يد أبناءه البرره من بعده رحم الله منهم من مات وأطال الله عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وفي كل عام نشتاق لهذا اليوم للاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة لنجدد العهد، والولاء لقيادتنا الرشيدة ونتذكر تاريخنا المجيد. وكل منا يعبر عن فرحته، واعتزازه بهذه المناسبة السعيدة إيمانآ منا بأن ذكرى اليوم الوطني السعودي تعتبر نقطة تحول في تاريخنا المجيد. ولكن للأسف هناك بعض السلوكيات الفردية السلبية التي تحدث من البعض لتشوه جمال المناسبة سواء بقصد أو بغيره! وما شاهدناه من تشوهات بصرية والتي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي من تراشق بالعبوات البلاستيكية بين المواطنين، والتحرشات اللا أخلاقية بالنساء والأطفال، والمشاجرات، وتعطيل حركة السير للمركبات، ورفع أصوات الأغاني والشيلات وغيرها من سلوكيات تنم عن مشكلة مجتمعية تجعلنا نتساءل عن دور المدارس، والجامعات، وأولياء الأمور، وأئمة المساجد، والخطباء، تجاه توجيه الناشئة وأفراد المجتمع لمعالجة أوجه القصور في الثقافة المجتمعية والوطنية. لذا يجب عليهم أن يبحثوا عن مكامن الخلل لعلاجها قد يكون العقاب جزء من الحل ولكن ليس كل الحل! نريد أن نكون سواعد بناء في بلدنا لا أن نكون معاول هدم للمقدراتنا، نريد أن نكون عونا للأجهزة الأمنية في حفظ النظام لا أن نشغلهم بتتبع الخارجين عن القانون، والذوق العام. لا نريد أن نشوه جمال المناسبة الوطنية بتصرفات فردية لا نريد أن يتكرر هذا التشوه البصري الذي حدث في اليوم الوطني. أي نعم تلك السلوكيات السلبية لاتمثل كل المجتمع السعودي ولكن ماحدث من تلك السلوكيات التي نؤكد على أنها فردية في مختلف مناطق المملكة تعتبر أحداث يجب أن تقف حتى لاتصبح ظاهرة مجتمعية تشوه كل جميل في وطننا الغالي. نريد أن نعطي للعالم صورة مشرفة للمملكة العربية السعودية لأن لدينا كل مقومات النجاح التي تجعلنا من أرقى شعوب العالم. لا نريد أن نحجب الفرحة أو نمنع الابتسامة، أو أن نقيد الحركة ولكن نريد أن نحترم الوطن في يوم الوطن. نريد أن نحافظ على مقدرات الوطن، ومكتسباته، نريد أن نقف مع قيادتنا في طريق تحقيق رؤية الوطن2030، نريد أن نكون فعلا شعبا حضاريا متسلحآ بدينه، وتعليمه ملتفآ حول قيادته، نريد أن نكون قدوة وأن نقود العالم ، نريد أن نسير نحو العالم الأول. وهنا أقدم مقترحآ وآمل عرضه على من يهمه الأمر بتشكل لجنة رئيسة بوزارة الداخلية للإشراف على الاحتفاء باليوم الوطني السعودي وينبثق عنها لجان عدة في كل أمارات المناطق بالمملكة ويكون هناك برامج معدة مسبقآ لإظهار هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن بالمظهر اللائق دون أن نرى سلوكيات مشينهة تخدج جمال المناسبة ، وتحرمنا متعة الفرحة بحجة إظهار الفرح لدى البعض! ويتم التنسيق مع كافة قطاعات الدولة للاحتفاء بهذه المناسبة في الملاعب الرياضية فقط ومنع المسيرات في الشوارع التي قد تتسبب في وفاة مريض لم يستطع الإسعاف إيصاله للمستشفى أو الوصول إلى بيته لإسعافه، أو تعطل حركة السير المرورية، وتعطل قضاء حوائج الناس معها ، وأيضا ٓ يمنع الاحتفاء بهذه المناسبة في المولات التي قد يكثر فيها التجمع وهي محدودة المساحة مما يتسبب في سلوكيات سلبية بحجة ضيق المكان لأن الطرقات كما نعلم للسير والأسواق للتبضع. ويتم في هذا اليوم تكريم المتفوقين والمتفوقات، والمتميزين، والمتميزات في مختلف القطاعات وعرض أبرز المنجزات وتكريم أصحاب المبادرات وتعزيز السلوكيات الإيجابية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر زيارات المرضى في المستشفيات وتهنئتهم باليوم الوطني، ودور الرعاية الاجتماعية لإدخال السرور والبهجة على المسنين فيها، ودور الأيتام، وزراعة الشتلات الزراعية، وإطلاق السجناء وأصحاب المديونيات عن طريق منصة إحسان.. إلخ. لكي يظل هذا اليوم مرتبط في أذهان المواطنين والمواطنات بأنه يوم الفرح، والتكريم، والتميز، والإنجازات. تاريخ مميز لوطن مميز يفخر بكل متميز ومتميزة في ظل قيادة مميزة.