غمرني شعورٌ رائع عند قراءتي لخبر إعلان برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل عدة أيام، وشعوري الرائع ذلك له عدة أسباب منها: أن ما نفكر به ونؤمن بأهميته من أفكار تجد لها مساحةً على أرض الواقع؛ من خلال القيادة الحكيمة التي تعمل على كل ما من شأنه مصلحة المواطن السعودي، وأن ذلك يؤكد لنا ويعطينا دلالةً على أهمية مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، كأحد المجالات التي أرى نفسي متعمقاً فيها ومؤمناً بأهميتها. ولعل من بين الأفكار التي نافحت عنها سابقاً وأكدت على ضرورتها في المرحلة الدراسية ما قبل الالتحاق بسوق العمل هي فكرة التوجيه والإرشاد المهني للطلاب للالتحاق بسوق العمل؛ والتي تهدف إلى تمكين الطلاب من تحديد توجهاتهم المهنية من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات لرسم خطة التنمية الشخصية الخاصة بهم. كما يمكن تعميم هذه المبادرة لتشمل الطلاب في المرحلة الثانوية؛ بهدف تعريفهم بالتخصصات الجامعية والكليات العسكرية وغيرها من المسارات، وتزويدهم بالمتطلبات الأساسية للالتحاق بها قبل التوجه وتقديم الطلبات التي غالباً ما تغلفها العشوائية. وبالعودة لبرنامج تنمية القدرات البشرية الذي أراه قراراً مميزاً، فقد تضمن البرنامج عدداً من الأمور الهامة والركائز الأساسية التي من بينها: الاهتمام بمراحل رياض الأطفال والتوسع فيها، ومبادرة التوجيه والإرشاد للطلاب قبل التحاقهم بسوق العمل، وإتاحة فرصة التعلم مدى الحياة للمواطنين لتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواكبة تغيرات سوق العمل، وهي من الأمور الهامة في حياة كل مواطن ابتداءً من مرحلة الطفولة ومروراً بمراحل التعليم الجامعي ووصولاً إلى مرحلة سوق العمل. كما أن البرنامج يتضمن العديد من المحاور والنقاط الجديرة بالتوقف أمامها مثل الأهداف الاستراتيجية للبرنامج وهي: تعزيز قيم التسامح والوسطية، وتعزيز قيم العزيمة والمثابرة، وتعزيز قيم الاتقان والانضباط، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني، والعناية باللغة العربية، وتعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائهم، وتعزيز قيم الإيجابية والمرونة وثقافة العمل الجاد بين أطفالنا، وبناء رحلة تعليمية متكاملة، وتحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم. وتحسين مخرجات التعليم الأساسية، وتحسين ترتيب المؤسسات التعليمية، وتوفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، والتوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل، وتحسين جاهزية الشباب لدخول سوق العمل، وتعزيز ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال. وختاماً أجد نفسي محظوظاً مغموراً بشعور رائع وأنا أقرأ خبر إطلاق هذا البرنامج وأعيد قراءته مرات عديدة، البرنامج الذي يتحدث عن المواضيع تناولتها وتداولتها في مقالات عديدة، والتي تندرج جميعها تحت مجال التنمية البشرية، نتحدث عن المبادئ والقيم، نتحدث عن الريادة والابتكار، نتحدث عن التعليم والتوجيه والإرشاد. نتحدث عن الاهتمام بالنشء، نتحدث عن تطوير المهارات، نتحدث عن سوق العمل، وعن المستقبل المشرق بإذن الله. كما أشدد في نهاية المقال على دورنا ككتّاب ومثقفين في الاستفادة من هذا البرنامج باعتباره خطةً للتطوير والنماء، نساهم في إنجاحها وتحقيق أهدافها من خلال منابرنا الإعلامية.