بوتيرة متسارعة وعقب دخول حركة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول، تم الاستيلاء على مؤسسات حيوية، كان على رأسها دخول طالبان للقصر الرئاسي للحكومة الأفغانية. وبحسب ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام فقد أعلنت حركة طالبان سيطرتها على التلفزيون الحكومي في كابل، ودعت المواطنين عبره للهدوء. وكان المئات من مقاتلي طالبان قد تدفقوا إلى العاصمة الأفغانية كابل قادمين من ولايات أفغانية مختلفة. وفي التفاصيل أيضا فقد ظهر عدد من عناصر طالبان داخل مكتب تابع للرئيس الأفغاني أشرف غني بكابل. كما ذكرت وسائل إعلام دولية أنه سيتم الإعلان من داخل القصر الرئاسي عن الإمارة الإسلامية. يذكر أن حركة طالبان قد أعلنت سيطرتها على 11 منطقة من أصل 15 في العاصمة كابل. سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل ودخولها القصر الرئاسي قوبل بردود فعل واسعة من قبل المجتمع الدولي. أول ردود الفعل كان إعلان مجلس الأمن الدولي صباح الإثنين، لأجل بحث الوضع في أفغانستان. ودعت الأممالمتحدة طالبان إلى ضبط النفس من أجل حماية الأرواح. السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام كان أول المعارضين لدخول طالبان لكابل، حيث أكد أن عودة القاعدة في أفغانستان هي مجرد "مسألة وقت"، بحسب وصفه. وحذّر رئيس الأركان الأميركي من أن جماعات إرهابية ربما تعيد تنظيم نفسها أسرع من المتوقع في أفغانستان. كما وافقت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون)، على نشر 1000 جندي إضافي في كابول للمساعدة في عمليات الإجلاء. وفي سياق متصل صرح رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أننا نريد عدم الاعتراف بحكومة جديدة في كابل بشكل أحادي دون التوصل لرؤية مشتركة بشأن ذلك. وأضاف في كلمة له عقب دخول حركة طالبان للعاصمة الأفغانية كابول أننا سنعمل مع شركائنا وحلف النيتو ومجلس الأمن لضمان عدم عودة أفغانستان إلى الإرهاب. وأوضح جونسون أن ما حدث في أفغانستان اليوم كان متوقعا منذ فترة طويلة. وأكد في حديثه أننا لا نريد لأحد أن يعترف بحركة طالبان بشكل منفرد. فيما أعلنت الخارجية الفرنسية عن نقل سفارتها في كابول إلى المطار. كما أرسلت تعزيزات عسكرية لإجلاء رعاياها من أفغانستان. وعلى الصعيد الداخلي عقب دخول طالبان للعاصمة كابل، أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني أن طالبان فازت بحكم السلاح ولكنها لم تنجح في كسب قلوب الناس، بحسب قوله. وأكد أنني قررت مغادرة البلاد حقنا للدماء ولمنع هجوم طالبان، مضيفا أن طالبان تواجه اختبارًا تاريخيًا بالحفاظ على البلاد أو إعطاء الأولوية لأماكن وشبكات أخرى. ونوه غني في حديثه أنه ينبغي لطالبان أن يكون لديها خطة واضحة لكسب كافة أطياف المجتمع. يذكر أنه عقب استيلاء طالبان على كبرى الولايات في أفغانستان ( هيرات- باميان- وبلخ)، توقع العديد من مؤسسات المجتمع الدولي السقوط السريع للعاصمة كابل ، وهو ما تم بالفعل صباح اليوم. وقد سبق دخول طالبان لكابل فرار العديد من القيادات الحكومية، وكان على رأسهم عبد الرشيد دوستم، أكبر المعارضين لحركة طالبان. كما قام العديد من عناصر الجيش بالفرار نحو الحدود الإيرانية، حيث قاموا بتسليم أسلحتهم ومركباتهم – أمريكية الصنع- لقوات الحدود الإيرانية.