نتفق جميعا بأن كرتنا السعودية على كافة الأصعدة ليست على ما يرام في الوقت الراهن ، الأسباب لا تخفى على الجميع ، والكل يتفق على أن الخلل واضح وجلي لا يقبل الشك ولا الاجتهاد على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها أمير الشباب نواف بن فيصل منذ توليه سدة الرياضة قبل بضعة أشهر ومحاولته تصحيح الأخطاء التي أدت إلى تراجعنا المخيف ولملمة الأوراق، إلإ أن التصحيح يسير ببطء على طريقة مشية السلحفاة .
قد يقول قائل ما الحلول لتسريع خطوات التصحيح والوصول لنقطة ضوء في آخر النفق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أعتقد أن (نواف الرياضة) ليس في يده عصا سحرية قادرة على تصحيح المسار إلا بتضافر الجهود والوقوف صفاًَ واحداً خلف حركة التصحيح التي يجب أن يكون للأندية ورؤسائها دوراً كبيراً فيها . أعتقد أن جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة والأندية يسيران في اتجاهين مختلفين لا يمكن أن يلتقيا إلا من خلال اتفاق مشترك يتيح من خلاله العمل وفق منظومة حقيقية تكفل بعودة كرتنا السعودية للواجهة من جديد . من وجهة نظر خاصة أرى أن تقليل عدد اللاعبين الأجانب في الأندية يجب أن يتقلص من 4 لاعبين إلى اثنين خلال الموسم المقبل بهذا نضمن بروز لاعبين واعدين يغذون منتخباتنا السنية كالمواهب الذي رأيناها في منتخب الشباب الذي شارك أخيراً في مونديال الشباب في كولومبيا ، وكذلك المنتخب الأولمبي الذي يخوض حالياً صراع تصفيات التأهل لأولمبياد لندن المقبل .
كذلك أرى من خطوات التصحيح أن يتم الاعتماد وبشكل كبير على المدرب الوطني الذي بكل تأكيد سيكون خير عون لاكتشاف مواهب مدفونة تعج بها دورياتنا السنية المغيبة عن الإعلام وبكل أسف . لا ننسى ولا يجب أن نغفل وجود نجوم في خارطة دورياتنا السنية يجب أن تتاح لهم الفرصة للانضمام لمنتخباتنا السنية أسوة بزملائهم الذين سبق أن أتيحت لهم الفرصة، فالانضمام للمنتخب يجب ألا يكون حكراً على لاعبي الأندية الممتازة فقط بل يجب إتاحة الفرصة للجميع حتى تتحقق العدالة في هذا الجانب . قبل الختام أتمنى من أنديتنا إعادة النظر في العقود المبالغ فيها التي تقدم للاعبين، فما نشاهده حاليا من عقود فلكية مع احترامي لهم لا يستحقون ربعها، هي السبب الحقيقي في تدني مستوياتهم حينما ينضمون للمنتخبات الوطنية فغياب الحافز المعنوي والمادي هو السبب في ظهور جل اللاعبين بهذه المستويات التي انعكست سلباً على كرتنا السعودية التي نتمنى صادقين عودتها للأضواء كما كانت. محمد الزهيان