فشلت القاطرات والحفارات حتى الآن في إزاحة سفينة حاويات ضخمة عالقة في قناة السويس لليوم الثالث، مما زاد من إمكانية تمديد التأخير لفترات طويلة، فيما يمكن القول إنه أهم ممر مائي في العالم. وقال وكيل الشحن في Inchcape، نقلاً عن هيئة قناة السويس، إن العمل على إعادة تعويم السفينة Ever Given توقف حتى صباح الخميس في مصر، بحسب ما أفادت به "بلومبرغ". وقال مدير السفينة إن الجرافات ما زالت تحاول فكها قبل أي محاولة لسحبها، كما أكدت الشركة اليابانية المالكة للسفينة الجانحة في قناة السويس بأنها "تبحث عن حل". إنه أمر مرهق إذا ما علمنا مدى ضخامة هذه السفينة، إذ يبلغ طولها حوالي 400 متر ويبلغ وزنها 200000 طن متري، لذلك فحجمها الهائل يربك الجهود المبذولة لاستخراجها. وبدت الحفارة الصفراء الضخمة، التي يبلغ ارتفاعها ضعف طول سائقها، مثل لعبة أطفال متوقفة بجوار القوس المنتفخ للسفينة. وقد لا تأتي أفضل فرصة لتحرير السفينة حتى الأحد أو الاثنين، عندما يصل المد إلى ذروته، وفقًا لنيك سلون قائد عملية الإنقاذ والمسؤول عن إعادة تعويم كوستا كونكورديا، السفينة السياحية التي انقلبت على ساحل إيطاليا في عام 2012. ويعمل سلون كمدير أول متخصص في عمليات الإنقاذ في مجموعة Resolve Marine Group في فورت لودرديل بولاية فلوريدا. يمر حوالي 12٪ من التجارة العالمية عبر قناة السويس، مما يجعلها استراتيجية للغاية لدرجة أن القوى العالمية خاضت معركة على الممر المائي منذ اكتماله في عام 1869. وقد تسببت الحادثة في انتكاسة أخرى لسلاسل التوريد العالمية التي تشهد ضغطاً بالفعل بسبب طفرة التجارة الإلكترونية المرتبطة بالوباء. يُظهر تقدير تقريبي أن تكلفة انسداد القناة تبلغ حوالي 400 مليون دولار في الساعة، بناءً على حسابات من Lloyd's List التي تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غربًا تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليار دولار تقريبًا، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ". يوم الأربعاء، كانت 185 سفينة تنتظر عبور القناة، بحسب لبيانات الشحن التي جمعتها "بلومبرغ"، في حين تقدر Lloyd's أن هناك 165 سفينة. وحوالي 34 سفينة حاويات مستأجرة من قبل شركة "ميرسك" وخطوط الشحن الأخرى إما عالقة في القناة أو في طريقها، وفقًا لشركة تتبع سلسلة التوريد. وتشير التقارير الأولية إلى أن 10 ناقلات نفط تحمل ما مجموعه 13 مليون برميل قد تتأثر بالاضطراب، وفقًا لمحلل الشحن الأول في "فورتكسا آرثر ريتشر أعلنت السلطات البنمية أنها ستفتح تحقيقاً في جنوح سفينة الحاويات العملاقة إيفر غرين، التي تحمل العلم البنمي والمملوكة لإيفر غرين التايوانية في قناة السويس ما تسبب في سد الممر المائي المصري، وتعطيل حركة عشرات السفن. وقال رئيس الإدارة العامة للنقل البحري التجاري بسلطة النقل البحري في بنما رافائيل ثيغارويستا: "سنعين محققاً سيعمل على إعداد تقرير للوقوف على ملابسات جنوح السفينة في قناة السويس". وتتصدر بنما الأسطول التجاري العالمي بأكثر من 8500 سفينة ترفع علمها، وفق بيانات رسمية. وقال ثيغارويستا في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية: "ننسق مع السلطات المحلية وسفارة وقنصلية بنما اللتين تتواصلان بشكل دائم مع السلطات المصرية". وأعلن جمع "معلومات كافية" لإصدار تقرير مبدئي خلال الأيام ال15 أو ال30 المقبلة. وأضاف "هذه سفينة طولها 400 متراً، وعندما تفقد قدرتها على المناورة تسقط باتجاه أحد جوانبها، وتلامس قاع القناة، وعندما تلامسه، ربما يستبب التيار أو الريح في إعاقة حركة الممر المائي". كما أكد أن قبطان السفينة "كان مسئولا بالتأكيد عن الملاحة" ، لكنه أكد أنه في قناة السويس "هناك مرشدون ينصحون القبطان أثناء العبور في هذه المنطقة، وكان هناك مرشدان في هذه اللحظة". ووقع الحادث صباح الثلاثاء الماضي، بسبب انعدام الرؤية الناجمة عن الأحوال الجوية وتعرض مصر لعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة قبل جنوحها.