أجرى رئيس تحرير صحيفة «الحياة» المساعد جميل الذيابي، مقارنة بين الإعلاميّن التقليدي والجديد، في ندوة «الإعلام العربي وتحديات المستقبل» التي أقيمت ضمن فعاليات «سوق عكاظ» مساء أمس، وشارك فيها إلى جانب التونسي والذيابي الأكاديمي في جامعة الطائف جمال الدين شيخ وأدارها مدير قناة «العرب» جمال خاشقجي. وأكد الذيابي أن إن الإعلام الجديد يشغلنا جميعاً بسبب الحالة التفاعلية». مضيفاً: «في هذا النوع من الإعلام شيء من الإنسان نفسه». ولفت الذيابي، الذي انتقد بشدة اللجنة الثقافية على تأخيرها موعد الندوة، الأمر الذي أربك المشاركين وأثّر في حجم الحضور، إلى أن الإعلام الجديد يؤثر داخل حدود الدولة وخارجها، وأنه حرٌ لا تقيده الرقابة الثقيلة للحكومات، ولغته سهلة بسيطة وخالية من التعقيد، وكلماته قليلة، ويعتمد على وسائل تقنية خفيفة وسهلة في النقل، ولا يعاني من مشكلات الطباعة التي تواجهها الصحف الورقية مثلاً «في الإعلام الجديد تكتب وترسل»، ويقدم حلولاً مباشرة من المواطنين إلى الحكومات، طارحا فيلم «مونوبولي» مثالاً. وأضاف «إن الإعلام الجديد ذو تأثير قوي في المجتمع، وأكبر دليل على قوة هذا التأثير دوره في نجاح الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، كما أنه لا يجامل أبداً». وفي المقابل، أشار الذيابي إلى أن الإعلام التقليدي «يعاني مشكلات عدة تحرر منها الإعلام الجديد، أولها قيود الرقابة الحكومية الصارمة، وتأثيره المحدود بحدود الدولة، ولغته التقليدية الثقيلة، ومشكلات الطباعة الورقية، كما أنه مضطر إلى مجاملة الحكومات وغيرها». وانتقد إصرار «المتحدثين الرسميين» الحكوميين على النشر الورقي، وتجاهلهم الإعلام الإلكتروني الجديد، كما انتقد مبالغة جهات حكومية في الدعوة إلى تطبيق «الحكومة الإلكترونية»، من دون أن يبذلوا الجهد الكافي لتحويل هذه الدعوات إلى واقع. ودعا الذيابي الفاعلين في الإعلام التقليدي «الكلاسيكي» ومنافسه الجديد إلى تحديد أهداف مشتركة، تركز على الدعوة لحرية التعبير ونشرها، وزيادة المشاركة الشعبية. من جهة أخرى، كاد الوضع السوري والربيع العربي أن يلقيان بظليهما على ندوة «الإعلام وتحديدات المستقبل»، إذ احتدم النقاش في دقائقه الأخيرة حول وضع الأكراد في تركيا وسوريا والعراق في دولة مستقلة، طالما أن عددهم يقارب 42 مليون نسمة، ليضفي النقاش طابعاً سياسياً على ندوة يراد لها أن تناقش التحديات. وبدا الذيابي من المؤيدين لحق الأكراد في تقرير مصيرهم، وقال إن هناك حقوقاً لكل شعب في تقرير مصيره، موضحاً أن بقاء الدول موحدة وآمنة «المثال الأمثل، إذا منحت الحقوق للأقلية». وقال إن هناك هضماً للحقوق، «وأن الحقوق لا تمنح كاملة إنما منقوصة»، ملقياً باللائمة على بعض الحكام العرب «الذين يعضون على الكراسي بالنواجذ.