أكد رئيس تحرير صحيفة «الحياة» المساعد الزميل جميل الذيابي أن الإعلام الجديد فرضَ تأثيراته على الإعلام التقليدي في ثورات الربيع العربي ووثقها، «ما دفع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المقروءة للنقل عنه»، مشيراً إلى أن الإعلام الجديد حضرَ بقوة في الثورات العربية، «فتنفسَ الناسُ حتى أصبح المواطن صحافياً، وأصبحت الصحافة تأخذُ من «فيسبوك» و«تويتر». وأضاف خلال محاضرة، نظمها نادي الجوف الأدبي بعنوان «الإعلام الجديد وتأثيراته» وأدارها الإعلامي عمر الرويلي في مقر النادي بمدينة سكاكا مساء الإثنين الماضي، إن جامعة الدول العربية «فاشلة بامتياز، فجميع مشاريعها معطلة». وحول أهمية الصحافة، أشار إلى أنها في الدول المتقدمة تعتبر هي السلطة الثانية، وأضاف: «إذا لم تحصّن الشعوب نفسها بهوياتها فستبقى في حال ضعف ووهن وتشرذم، ويجب علينا ألا نقفز على الحقائق، وهذه هي حال الأمة العربية». ووصفَ الذيابي الإعلام التقليدي بثقل الدم أحيانا، بينما «تأسس الإعلام الجديد على مخاطبة جميع العقول بما فيها عقول الأطفال، ونجحَ في بناء صداقة في التفاعل بين المتلقي وكاتب الخبر، من خلال رصد وتسجيل الانطباعات والمرئيات حول كتابة أي موضوع». وزاد: «تجاوز الإعلام الجديد الرقابة الموجودة على الصحافة الورقية، التي تحاول أن يبقى مسارها دون الخط الأحمر». غير أن الذيابي، في رده على مداخلات الحاضرين والحاضرات، التي تركزت حول المقارنة بين دور الإعلام القديم والجديد، رأى أن الإعلام الجديد يبقى دون المستوى في بعض توجهاته، فبعض «رواده غير متخصصين ولا يحملون أي مؤهلات وشهادات، كما أن الإعلام الجديد يفتقد قبول الحوار، وتغلب عليه اللغة البذيئة، فهو بحاجة لوقت كافٍ يتم فيه فرز الجيد من الرديء، وعلينا أن نعيش التجربة». ووصف الذيابي ما حدث سابقاً في المنتديات الإلكترونية بأنه نكسة فكرية، لكن «حدة تلك الردود خفت وأصبحت أكثر رصانة من السابق». وأضاف: «ينبغي على المواقع المهتمة بالأطر الاجتماعية والتفاعلية مع الناس توقيع مذكرة تفاهم للعمل بشكل أكثر حرفية ومهنية في الإعلام الجديد». br / واعتبر أن الجامعات شريكة مع وسائل الإعلام في بناء نظام إعلامي متكامل يخدم توجهات وأفكار المجتمع، محملاً «هيئة الصحافيين السعوديين» جزءاً من التقصير، «لدورها السلبي وعدم تبنيها أصواتاً إعلامية جديدة»، منوّهاً إلى فشل كثير من المتدربين في الصحف والمطبوعات الإعلامية حتى في كتابة عنوان للخبر، وعزا ذلك إلى ضعف التدريب والتأهيل الميداني في المؤسسات الإعلامية. وأكد أن الصحافة الإلكترونية لن تلغي الصحافة الورقية، على المدى القريب. وأشارَ إلى أن الإعلام الجديد قد يستخدم في الضغط على بعض الحكومات». ورداً على تعامله مع الرقيب قال الذيابي إن الرقيب قد يحدث إشكالية للصحيفة إذا أساء فهم ما يقصده الكاتب. وشدد على أن الجميع لا يريد الحَجْر على الأفكار، ولكنه في الوقت نفسه لا يريد أن تتجاوز عليه حرية الآخرين أيضاً.