حضر مجددا وثار من جديد الجدل حول الإعلام التقليدي وما يسمى ب"الإعلام الجديد"، ورأى رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي خلال الندوة الثانية بسوق عكاظ عن "الإعلام وتحديات المستقبل" مساء أمس أن الصحفيين أسرفوا كثيرا في استخدام مصطلح "الإعلام الجديد"، مؤكدا أن هناك خلطا لدى من يقول إن الإعلام الجديد يعتمد على التفاعلية كما يحدث مع مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر. وأشار إلى أن التلفزيون والإذاعة هما الإعلام الجديد، موضحا أن التفاعلية بدأت بالتواصل مع جمهور المستمعين عبر الإذاعة وعلى مستوى الكتاب وردة الفعل والتعليق على الكاتب حتى عبر صندوق البريد. من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الحياة بنسختها السعودية جميل الذيابي "إن الإعلام الورقي مطبعة يدوخ معها كل من يفهم بالمهنة، أما الإلكتروني فيمكنك أن تكتب وتطبع وتحلق في طرق متعددة، مضيفا أن التأثير الأكبر اليوم هو للإعلام الجديد. وتابع الذيابي "إن من مزايا الإعلام الجديد أنه يشبهنا حيث إن الحالة التفاعلية التي يحققها أقرب للنفس بدلالة أن كثيرا من الجهات الرسمية في المملكة تفكر في أن تنتقل إلى الحكومة الإلكترونية". واعتبر الذيابي أن من سلبيات الإعلام التقليدي أنه يقع تحت الرقابة الثقيلة فيما لا يخضع الإعلام الجديد لها، إضافة إلى ديناميكيته، في حين أن الإعلام الورقي ما زال يخضع للأفكار النخبوية واعتماده على لغة فصيحة لا يفهمها العامي البسيط. وفي رد على سؤال لمدير الندوة جمال خاشقجي حول عدم اعتماد موقع عكاظ الإلكتروني على نفسه بعيدا عن الصحيفة قال التونسي "إن مشروعا مثل هذا يجب أن يتم في إطار مؤسساتي، وإن العملية تحتاج إلى وقت، مؤكدا أن عكاظ لديها خلية عمل تحاول أن تضع أسسا لهذا الموضوع. بينما اقترح أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة الطائف جلال الدين أن يتطور سوق عكاظ باتجاه أن يكون مدينة إعلامية مضيفا أنه حين ظهر البث الفضائي المباشر انهارت نظرية المسؤولية الاجتماعية وما يسمى ب"حارس البوابة". وقال الدكتور جلال الدين الشيخ "إن قناة ال mbc كانت فتحا كبيرا في المنطقة العربية، وقد احتلت الدور الريادي وإنها توسعت في باقتها وتبعتها ال art وأوربت والتي استطاعت أن تسحب الجمهور العربي من التلفزيون الحكومي نحوها. وتميزت تلك القنوات – بحسب جلال الدين- بإشباعها للجمهور، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة كظاهرة إعلامية استطاعت أن تغير نمط الإعلام العربي وتبعتها قناة العربية كإعلام سياسي وقد احتلتا حيزا كبيرا بالنسبة للنخب العربية خصوصا، فيما اكتسبتا تقاليد أراحت كثيرا من المشاهدين العرب. وأشاد جلال الدين برأس المال العربي الذي لعب دورا في حضور هذا الإعلام وقدم دورا تنويريا في كثير من القضايا، إلا أن تلك القنوات اهتزت مهنيتها بسبب التوسع المعلوماتي، طبقا لرأيه. وعدد جلال الدين أهم مزايا الإعلام الفضائي وهي كسر احتكار الإعلامي الغربي في المنطقة العربية، واستخدام المنظور العربي في الإعلام بدلا من المنظور الغربي حيث بقي الخطاب الإعلامي عربيا وتمكنت من التفوق في حرب المعلومات على الإعلام الصهيوني المدعوم غربيا، فيما كشفت كثيرا من الحقائق وخلقت نمطا جديدا من الدبلوماسية الشعبية ووحدت الرأي العربي والتأثير به على الحكومات، مضيفا أن لها دورا كبيرا في الربيع العربي وعززت فرص الحوارات الفكرية والتفاعل مع المشاهد وتحليل الأخبار، وترسيخ تقاليد المهنية أفضل من الإعلام الحكومي، رغم أنها فقدت مهنيتها في ظل الثورات العربية بسبب حرصها على السبق الخبري. وكانت الندوة قد تأخرت عن موعدها ما دفع مدير الندوة جمال خاشقجي إلى أن يؤكد للحضور أنهم واجهوا صعوبة في توفير الحضور بسبب عدم وجود وسائل الإعلام الحديث الأمر الذي تناقشه الندوة. وأكد التونسي أن أعذار تأخر بدء الندوة غير مقنعة، فيما صب جميل الذيابي غضبه على اللجنة المنظمة مؤكدا عدم قناعته، لا في اختيارها للتوقيت ولا المكان، والذي لم يكن موفقا، مشيرا إلى أن ما حدث معهم هو جزء من "العبثية" على حد قوله. فيما قال أحد الأكاديميين من جامعة الطائف إن فرسان الندوة قسوا على اللجنة المنظمة، مشيرا إلى أن القضية هي ثقافة مجتمع.