لا تزال أسباب استقالة براءت آلبيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المفاجئة من منصب وزير مالية البلاد، تتكشف. ونشرت وسائل إعلام تركية وغربية، أسبابا مختلفة للاستقالة، فقال البعض إن السبب هو معارضته لتعيين ناجي أغبال، الذي يعارض بشدة سياسته الاقتصادية. وقالت مصادر مطلعة فضلت عدم ذكر هويتها بسبب حساسية الأمر، لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، إن أردوغان عقد اجتماعاً في وقت متأخر من ليلة الإثنين في اسطنبول مع أغبال ونائب رئيس الوزراء السابق نور الدين جانيكلي لمناقشة سياسة البنك المركزي بعد ساعات فقط من إعلان آلبيرق استقالته. أكد متحدث باسم وزارة الخزانة والمالية ل بلومبيرغ، صحة ما أعلنه براءت آلبيرق على إنستغرام، لكن الأسلوب غير المعتاد للاستقالة بحد ذاته تسبب في اضطرابات حتى بين بعض مساعدي آلبيرق، الذين قالوا إن هاتفه كان مغلقا عندما حاولوا الاتصال به كما أغلق حسابه على تويتر. ونشرت ويكيليكس مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية لبراءت، تغطي الفترة ما بين عامي 2000 إلى أواخر 2016. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في ديسمبر 2016، إن هناك أدلة قوية على علاقة براءت بشركة تركية متهمة بشراء النفط من تنظيم داعش الذي كان يسيطر على عدد كبير من آبار النفط في سوريا والعراق خلال عامي 2015 و2016 وهو ما نفته الحكومة التركية. واتهمت روسيا عائلة أردوغان بالإتجار بالنفط المنتج في مناطق سيطرة "داعش". فقد قال نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، في أواخر 2016 ، إن نجل أردوغان بلال وصهره يتاجران بالنفط الذي تبيعه "داعش" إلى وسطاء ينتهي في آخر المطاف في تركيا. البيرق متزوج من اسراء أردوغان، الابنة البكر للرئيس التركي، ويبلغ من العمر 40 عاما ويتولى منذ 2015 وزارة الطاقة، وشهدت مسيرته صعودا قويا في السنوات الأخيرة. ورافق البيرق 16 يوليو اردوغان في الطائرة التي نقلت الرئيس الى اسطنبول في رحلة محفوفة بالمخاطر بالتزامن مع تحليق طائرات منفذي محاولة الانقلاب في الاجواء التركية. قبل دخوله معترك السياسة ادار البيرق مجموعة "تشاليك القابضة" التي تضم شركات للنسيج والطاقة وخصوصا شركات اعلامية اذ تملك المجموعة صحيفة "صباح" الواسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الاخبارية "خبر". ونال البيرق شهادة ماجستير في العلوم المالية والمصرفية من جامعة بايس في نيويورك. وقبل تعيينه وزيرا كان كاتب مقالات في صحيفة "صباح". ويعرف عن أردوغان قربه من عائلة البيرق، وبخاصة صادق والد براءة، وهو صحافي سابق وسياسي ينتمي للتيار الاسلامي ومن الاصدقاء المقربين للرئيس التركي. في وزارة الطاقة سنحت للبيرق فرصة التواصل مع الحكومات الاجنبية ولا سيما روسيا واسرائيل اللتين تجري معهما تركيا مفاوضات حول مشاريع كبرى في مجال الطاقة، وفقا لمونت كارلو. وفتح له ذلك المجال للاضطلاع بدور كبير الدبلوماسيين في تركيا. وتوجت المصالحة التركية الاسرائيلية في 2016 بلقاء بين البيرق ووزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز.