صعّدت المؤسسة العسكرية الروسية «الحرب الكلامية» على القيادة التركية واتهمت الرئيس رجب طيب أردوغان وأفراد أسرته بالضلوع في شكل مباشر في عمليات «سرقة وتهريب النفط وتسليح الإرهاب في سورية». وسارع أردوغان إلى التنديد بالمزاعم الروسية، وقال في خطاب ألقاه في الدوحة وبثه التلفزيون التركي: «لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا بالقول إن تركيا تشتري النفط من داعش»، متوعداً «إذا استمرت هذه الاتهامات فسوف نتخذ بأنفسنا إجراءات»، على ما أوردت «فرانس برس». ونشرت وزارة الدفاع الروسية، خلال مؤتمر صحافي نظمته في شكل عاجل أمس، صوراً التقطت من الفضاء تظهر فيها طوابير طويلة من الشاحنات على معبر حدودي بين سورية وتركيا، وقالت إن طائرات استطلاع روسية التقطتها في الفترة بين آب (اغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين. وأضافت أن صوراً فضائية تُظهر 3 مسارات أساسية لتهريب «داعش» للنفط من سورية إلى تركيا، لافتة إلى أن ناقلات النفط تمر بالأراضي التركية من دون عوائق وتذهب إلى موانئ لنقل النفط عبر السفن إلى بلد ثالث لتكريره. وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن «داعش» يرسل معظم قوافله إلى تركيا ليلاً، مستخدماً 8500 شاحنة لتهريب 200 ألف برميل من النفط يومياً. واتهمت تركيا بأنها «المستهلك الرئيسي للنفط المسروق»، داعية أنقرة إلى فتح المناطق التي يشتبه بمرور النفط فيها أمام الصحافيين. واتهم نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف الرئيس اردوغان وأسرته ب «الضلوع» مباشرة في تهريب النفط. وقال انطونوف أمام أكثر من 300 صحافي: «يتبيّن أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سورية والعراق هو تركيا. وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها أن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذا التهريب غير الشرعي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه قوله: «ألا تطرحون تساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة واحدة من أبرز شركات النفط وان زوج ابنته عيّن وزيراً للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!»، معلّقاً على تعيين صهر اردوغان بيرات البيرق وزيراً للطاقة. وفي إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي حول استعداده للاستقالة من منصبه إذا قدمت روسيا اثباتات على اتهاماتها، قال الجنرال الروسي إن «اردوغان لن يستقيل لأنه يكذب ويتدخل بوقاحة في بلد مجاور ويسرق نفطه وسعى إلى إسقاط رئيسه (بشار الأسد) لأنه اعترض على الدعم التركي للإرهاب». وهي المرة الأولى التي تسمي فيها موسكو الرئيس التركي وأوساطه صراحة لاتهام أنقرة التي أسقطت في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) طائرة عسكرية روسية فوق الحدود السورية ما تسبب بأزمة غير مسبوقة مع روسيا. وأردوغان الذي انضمت بلاده الصيف الماضي الى التحالف الدولي ضد «داعش»، وصف هذه الاتهامات ب «الأكاذيب» ونفى في شدة التستر على تهريب تنظيم «داعش» للنفط الخام، المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم المتطرف. ومنذ بدء تدخله دمر الطيران الروسي 32 مجمعاً نفطياً و11 مصفاة و23 من آبار النفط و1080 شاحنة صهريج تنقل المنتجات النفطية بحسب انطونوف. ولفت إلى أن عائدات «داعش» من الاتجار غير الشرعي بالنفط كانت تبلغ ثلاثة ملايين دولار يومياً قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سورية منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى 1.5 مليون دولار. وزاد أن تركيا «تقوم بإعادة جزء من عائدات النفط إلى سورية على شكل مساعدات مباشرة للإرهابيين». وأضاف ان «استهتار الحكومة التركية لا حدود له»، مضيفاً أن روسيا «حذّرت مراراً من خطر التعامل مع الارهاب». أما رئيس المركز القومي لإدارة الدفاع الروسي الفريق ميخائيل ميزينتسيف فقال، من جهته، إن تركيا أرسلت إلى سورية مقاتلين مزودين بعتاد حديث على مدى طويل وفي شكل منتظم، مشيراً إلى أن الأسبوع الأخير وحده شهد تسلل «حوالى ألفي إرهابي وعشرات الأطنان من السلاح، وأكثر من 120 طناً من الذخيرة، وحوالى 250 عربة لمهمات مختلفة».