بات من الواضح أن نظام أردوغان يشهد انقسامات كبيرة ربما أهم ما في هذه الانقسامات هو الغضب الداخلي من سياسات أردوغان نفسه،و ظهر هذا جليا بعد استقالة صهر أردوغان بيرات بيرق من منصب وزير المالية، الاستقالة التي اعتبرها محللون للشأن التركي محاولة من أردوغان تقديم صهره كبش فداء للهرب من غضب الشارع التركي الذي يعيش حالة سيئة بسبب انهيار الاقتصاد، فيما اعتبره آخرون قفزا من "البيرق" من مركب أردوغان الغارقة لا محالة و في الأمرين يقول مراقبون أن ذلك دلالة على الشرخ الذي أصاب جدار النظام من الداخل و أعلن بيرات البيرق، وزير المالية التركي وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، استقالته من منصبه عبر حسابه الرسمي بموقع "انستجرام" وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية وسعر صرف الليرة. وتواجه سياسة صهر أردوغان الاقتصادية والمالية انتقادات مستمرة من قبل المعارضة التركية، حيث تتعالى الأصوات التي تتهم البيرق بالفشل في تحسين الوضع الاقتصادي التركي. وحذر عضو المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية، بولنت أرينتش، مساء أمس السبت وزير المالية من الوضع الاقتصادي الذي تشهده تركيا في الوقت الراهن. وقال في حديث لقناة 42 التركية ردا على تصريحات وزير الخزانة والمالية التي اعتبر فيها أنه لا توجد أي مشكلة في الاقتصاد وهذا أمر نفسي: "هناك بالتأكيد مشاكل في الاقتصاد". و استمراراً للمشاكل داخل النظام التركي وفشله في إدارة الملفات الاقتصادية والتي أدت إلى تدهور كبير في سعر صرف الليرة التركية أمام باقي العملات وفي مقدمتها الدولار، أكد خبراء أن رئيس النظام رجب طيب أردوغان ضحى بصهره وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق ودفعه إلى الاستقالة من منصبه بعد ساعات من إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي وتعيين آخر لوقف النزيف الحاصل في سعر الصرف. وما أشبه اليوم بالبارحة فهذه الاستقالة تذكر المتابعين للوضع التركي باستقالة وانشقاق حليف أردوغان الأكبر أحمد داوود أوغلو و على الرغم من المسرحية التي حاول صهر أردوغان تعميمها على وسائل التواصل الاجتماعي على أنه استقالته ناجمة عن اعتلال صحي وعدم قدرته على متابعة الأعمال، إلا أن الصحف التركية أكدت أن الاستقالة جاءت بأمر من أردوغان لتنفيس الشارع التركي المحتقن بعد الهبوط المتواصل لليرة وعدم قدرة صهره على فعل أي أمر يوقف التدهور ، لاسيما وأن آخر اجتماع لمجلس النقد التركي الذي يرأسه رفض تغيير سعر الفائدة وأبقاه عند المستوى السابق. وأعلن البيرق استقالته، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، وقالت صحيفة «t24» التركية، إن صهر أردوغان أغلق حسابه الرسمي على تويتر. وأعلن البيرق في نص استقالته: قررت عدم الاستمرار في وظيفتي الوزارية بسبب مشاكل صحية!. وكانت رئاسة النظام التركي، قد أصدرت، السبت الماضي، مرسومًا يقضى بإقالة رئيس البنك المركزي، مراد أويصال، من منصبه وتعيين ناجي آغبال، رئيس الإدارة الاستراتجية والموازنة بالرئاسة، خلفًا له. وبموجب القرارات الموقعة من قبل رئيس أردوغان، جرى تعيين إبراهيم شنل رئيساً لإدارة الاستيراتيجة والموازنة بالرئاسة خلفاً لناجي آغبال، وتعيين وزير الاقتصاد السابق، نهاد زيبكجي، عضواً بلجنة السياسات الاقتصادية برئاسة الجمهورية.