قال المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار محمد بن عبدالله العمري أن للسياحة التراثية الثقافية أهمية تتعدى الاستمتاع الترفيهي الوقتي، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، بدأت العمل في برامج هامة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للتراث والثقافة الوطنية، وتعزيز الوعي بقيمتها، مضيفاً أنها تعمل وفقاً لاهتمام وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على تنفيذ عدد من المهام والبرامج الهادفة في هذا الشأن. واوضح العمري أن السياحة الثقافية تظل هي المقوم السياحي غير المتكرر أو المتشابه أو القابل للمنافسة بين مجتمع وآخر، مبيناً أنه لم تعد السياحة الثقافية في وقتنا الحالي مقتصرة في مفهومها على الثروات التاريخية فقط، وإنما أدخلت عليها عناصر جديدة، باستغلال ظروف ووسائل جديدة بما يحقق تنويع المنتج السياحي لجذب شرائح جديدة من الزوار والسائحين، لافتاً إلى أن مدينة جدة ركزت خلال فعاليات العيد على اقامة العديد من الفعاليات السياحية الثقافية في الموقعين الرئيسيان للاحتفال بعيد الفطر السعيد، الأول الحديقة الثقافية أمام قصر الحمراء بشارع الأندلس والثاني في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة. اضافة الى ما تقوم به امانة جدة في النشاطات التي تتم في جدة التا يخية والساحات المحيطة ببيت نصيف مثل ساحة العيدروس . وأبرز العمري دور مركز الملك عبد العزيز الثقافي الذي يقع شرق مدينة جدة والذي يحتضن مسرحه هذه الأيام مسرحية (صنع في السعودية) بالإضافة إلى اقامة العديد من المناسبات الرسمية والكبرى على مدار العام، ودور معالي امين جدة الدكتور هاني ابو راس في ان يحتضن هذا المركز الفعاليات على مدار العام مؤكداً أن المركز تعدى المفهوم العادي للترفيه والسياحة الداخلية، ليصل إلى الإثراء الفكري والثقافي، إلى جانب المتعة التي يجدها الكبار والصغار من خلال حضور فعالياته المختلفة منوهاً بجهود المهندس سامي نوار رئيس بلدية جدة التاريخية مدير عام ادارة السياحة بأمانة جدة . واضاف: ” إن إقامة النشاطات الثقافية المتنوعة المرتبطة بالتنشيط السياحي والتي تدعمها وتبنها جميع الجهات في منطقة مكةالمكرمة تعتبر مادة ثقافية سياحية حية ومعبرة عن واقع وطننا الغالي، وهذا هو ما تسعى له الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في مختلف المناطق وخصوصاً منطقة مكةالمكرمة، وذلك بهدف التعريف بهذا التراث الزاخر من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والمسرحيات والعروض الكشفية في الأماكن التاريخية والأثرية ومنها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي”. تجدر الإشارة إلى أن موقع أبرق الرغامة كسب شهرة واسعة بسبب ارتباطه بتاريخ المملكة العربية السعودية وشكل آخر نقطة وقف فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهو يقود مسيرة توحيد الملكة ففي هذه المنطقة الجرداء عسكر الملك عبد العزيز بجيشه و من حسن الطالع أن الاستعدادات الحربية انتهت بسلام و دخلت جدة في أحضان الدولة الفتية . ومن أبرق الرغامة رسم الملك عبد العزيز (رحمة الله) بداية مرحلة البناء للدولة الحديثة و الأخذ بأسباب العلم و المعرفة وفي جمادى الثانية عام 1344ه الموافق 25 ديسمبر 1952م أعلن الملك عبد العزيز من جدة بأن “بلد الله الحرام في إقبال وخير وأمن و راحة”. وقال للأمة : ” لقد مضى يوم القول ووصلنا إلى يوم البدء في العمل” . ويعتبر ابرق الرغامة أحد المواقع الجغرافية المهمة شرق مدينة جدة وعلامة مشرفة في تاريخ المملكة العربية السعودية عامة و مدينة جدة على وجه الخصوص فقد أنشئ المبنى على مساحة كبيرة بغرض توثيق و تسجيل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة. فعند أبرق الرغامة توقفت الحروب و أعاد الملك عبد العزيز سيفه إلى غمده و رفع راية التوحيد و عم السلم و السلام في كافة أرجاء البلاد. تم تصميم المبنى بشكل جميل فوق هضبة مرتفعة . وفي أعلى نقطة من الموقع يرتفع معلم تذكاري يتمثل في مجسم عليه علم المملكة العربية السعودية و يشتمل على قاعة كبيرة للمحاضرات وصالات العرض الثقافية و التعليمية، و هذه العناصر تم توظيفها لإقامة العروض التاريخية والتي تغطي تاريخ المملكة العربية السعودية و مراحل توحيدها وانجازاتها الحضارية بدءًا بعمارة الحرمين الشريفين، ونمو المدن و تطوير كافة أجهزة الدولة و مؤسساتها المتعددة و التعليم و الصحة و الزراعة و الصناعة و الشباب و كافة الأنشطة التي تعكس انجازات الدولة. وتم استغلال الساحات المكشوفة الخارجية لعرض مجسمات عن آثار المملكة المشهورة ومعالمها التراثية و المعمارية. رد إعادة توجيهabdo غير متاح للدردشة