اعتبرت مصادر رفيعة المستوى في واشنطن أن «نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن ينجو من الثورة الثائرة ضد حكمه منذ منتصف مارس الماضي»، وأن «النظام صار بمثابة الميت سريريا وينتظر فقط انهياره التام.وقالت المصادر، إن واشنطن على اتصال دائم بعواصم العالم للتنسيق في الشأن السوري، و«لكنها لا تلعب أي أدوار قيادية، بل تنخرط في المجهود الدولي الذي يعمل على مساندة الشعب السوري السلمي في وجه النظام وعنفه». ورأت أن معظم عواصم العالم، خصوصا عواصم المنطقة، «صارت متأكدة من حتمية انهيار الأسد»، وأن «الحديث الآن هو حول المرحلة المقبلة لحكم الرئيس السوري».وأضاف مسئول أن «واشنطن دعمت هذا السيناريو، الذي أجهضه الأسد مبكرا، وقال للقطريين إن الأمور في بلاده تحت السيطرة، وإنه سيحسم الوضع في وقت قريب، محذرا من المراهنة ضده وضد نظامه». دعمت واشنطن كذلك المبادرات التركية، إلا أن الأسد رفضها وكاد يطرد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من الاجتماع الأخير بينهما، وأصر الاسد، حسب المصادر الأميركية، أن «الاحتجاجات الشعبية انتهت»، وأن «الوضع عاد للاستتباب».وقالت المصادر الأميركية: «قطر تجزم بقرب نهاية النظام السوري، وهي تحاول إقناع المجموعة العربية، وربما طهران، بضرورة التخلي عن الأسد والتواصل مع حكام سورية المقبلين من بين أقطاب المعارضة». وإذا كانت قطر نجحت في إقناع إيران بضرورة التواصل مع المعارضة في ضوء تقارير حول اجتماعات عقدها مسؤولون إيرانيون مع معارضين للأسد، وبعد مواقف إيران مساندة لمشروعية المطالب الشعبية والتظاهرات ضد للأسد، فقالت المصادر إنها تعتقد إنه «ربما طهران أيضا صارت ترى حتمية انهيار الأسد، لذا، تحاول تنويع رهاناتها في سورية». وهذا ينعكس أيضا على «حزب الله» اللبناني، الذي صار يدرك، حسب المصادر الأميركية، ان «احتمال انهيار الأسد صار كبيرا، وفي حال انهياره، لا يريد أن يخسر الحزب كل رهاناته ولا أن يستعدي الحكومة السورية المقبلة حتى قبل أن تتسلم الحكم». المحور الثاني، تقوده أنقرة وهي «تعمل على بناء حركة سورية معارضة ذات مصداقية بمقدورها إدارة سورية بعد الأسد». ويعتقد الأميركيون أن «نفوذ تركيا لدى المعارضة السورية خفيف نسبيا ويتركز حول علاقتها بالإخوان المسلمين». ويتوقع المسؤول الأميركي رؤية «تقارب من نوع أو من آخر بين الأسد والإخوان بتشجيع ورعاية تركية.. إلا أن نتائج هكذا تقارب لن يفيد الأسد بشيء ولن ينهي الثورة الشعبية المطالبة بإنهاء حكمه». في هذه الأثناء، تشارك العواصم الأوروبية واشنطن اعتقادها أن نظام الأسد «مات سريريا». كذلك، تتشارك هذه العواصم «الخوف» من المرحلة المقبلة، وهو ما يدفعها جميعها إلى «حض المعارضين السوريين على تنظيم صفوفهم في مجلس انتقالي، على غرار الليبي، ينجح في إدارة سورية في مرحلة ما بعد الأسد».