يعيش معظم سكان الأرض هذه الأيام بين جدران منازلهم خوفا من وباء لم يكن من المتوقع أن يحدث لهم كل هذا الرعب، و يحاصرهم على هذا النحو. ومنهم من يعيش حجرا منزليا خاصا يشبه الحجر الصحي في المستشفيات إلا أنه في غرفة من غرف المنزل، بعد أن ظهرت عليه أعراض فيروس كورونا المستجد” كوفيد 19″ ، الذي بات يطارد الجميع في كل مكان بالمعمورة. و لكل ظاهرة سماتها و أوجهها الخاصة، وحكاياتها، ولم تكن ظاهرة الحجر المنزلي بمنأى عن تلك الحكايات و الطقوس ، سواء في وجهها القاتم أو الآخر الذي يبدو إيجابيا أو مبدعا وفي مثل هذه الظروف يحاول الإنسان التأقلم صانعا أجواء من التمرد على سلبيات و مواجع الحالة الاجتماعية الصعبة ليجمل المأساة ولو ببعض ألوان الفرح فاتحا ثقبا من الضوء وبصيصا من الأمل ، ففي ظروف كورونا الحالية حاولت الشعوب تسلية أنفسها من خلف الجدران ، ففي روما وغيرها مثلا غنى الناس في الشرفات ، ومنهم من عزف الموسيقى. قصص من المملكة و في المملكة امتلأت ظاهرة الحجر المنزلي بالعديد من القصص ،التي رواها أصحابها على ألسنهم و غردت بها مواقع التواصل الاجتماعي، فها هو أحد الناشطاء على منصة التواصل الاجتماعي سعد الشمري يروي قصته مع الحجر المنزلي ، و التي يؤكد فيها أنه انتبه إلى مواجيد غرفته رغم أنها كانت حوله منذ وقت بعيد ويقول “الشمري” : ببداية كنت متذمرا قليل من فكرة الحجر المنزلي ، وسرعان ما بدأت أتعايش إلى أن وصلت مرحلة الاستمتاع . ويضيف الشمري: ” رجع بي الزمن إلى حوارات طويلة ونقاشات عائلية و شاركت أمي الطبخ وأعمال المنزل وتفرغت للقراءة وتعلم الرسم ، وبعض أعمال إعادة ، و وضعت جدولا لنفسي سميته ( ليش مانجرّب ) وما لفت انتباهي أن الحجر المنزلي أعاد الزمن للوراء و صرنا نجلس مع بعضنا اكثر و نتشارك الاهتمامات نعيد الذكريات ، وكانت غرفتي تحتوي على أغلب ذكريات منزلنا ففيها دولاب والديّ ليلة زواجهم و مدفأة من 40 سنة ، واخرجت صندوق الاشياء القديمة ففيها اقلام لأبي عمرها لايقل عن 60 سنة وبعض الصور لطفولة ابي وصور لطفولتي و اشرطة قديمة وتسجيلات فكاهية للعائلة ولوحة كانت هدية للوالد قبل 50 سنة ، واول هاتف متنقل امتلكته ، و كنت حريصا جدا أن لايتم تغيير الثريا والمروحة والسجاد والدولاب والاشياء القديمة لاهتمامي بكل شيء قديم ، حتى قررت أن أشارك الأصدقاء على منصات التواصل هذه الصور والذكريات ،التي نالت إعجابهم مشاهير في الحجر و عاش الكثير من المشاهير تجربة الحجر المنزلي بعد أن أصبح الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي الآن أمرا شائعا على مستوى العالم. ، وحكى بعضهم عن أحاسيسهم وقصصهم ومنهم النجم الأمريكي الفنان إدريس ألبا وزوجته ،الذي أصيب بكورونا ففى 16 مارس الماضى أعلن النجم العالمي إدريس ألبا عن إصابته بفيروس كورونا، حيث ظهر فى فيديو عبر تويتر مع زوجته عارضة الأزياء سابرينا دور. و قالت زوجة ألبا نحن قضينا فتراتنا السعيدة معاً وستمر فتراتنا الصعبة أيضاً ونحن بجوار بعضنا البعض وقضى كل من إدريس إلبا وسابرينا وقتهما فى المنزل يلعبون ألعاب الفيديو والشطرنج وطهي وجبات الطعام، لتحسين صحتهم النفسية، كما اختار إلبا هواية جديدة أثناء الحجر الصحى وهي تعلم عزف الجيتار. وصايا طبية و نفسية للتعامل مع الحجر ولا شك أن هناك تأثيرات نفسية للحجر المنزلي لابد من الانتباه لها لتفاديها فهناك تقرير طبي قال بأن احتمالات التأثير على الصحة العقلية يمكن أن تتأجج بسبب الضغوطات المرتبطة بالحجر الصحي، مثل مخاوف الإصابة بالفيروس، والإحباط، والملل، وعدم الحصول على الإمدادات الطبية الكافية، ونقص المعلومات، والخسائر المالية، ومخاوف الشعور بالعار في حال الإصابة. وجمع موقع “سي إن بي سي” مجموعة من النصائح الصحية، التي ستساعد الأفراد على تجنب الاكتئاب، عند البقاء في المنزل لفترات طويلةمنها اصنع روتينا معينا غير ملابسك صباحا، استحم، وضع لائحة بالمهمات التي تريد تنفيذها خلال اليوم. هذا الأمر سيخلق جوا من الفعالية والأجواء الروتينية التي كنت تتبعها في الأيام العادية. قسم يومك قسم يومك لأجزاء، وفقا للمهمات التي عليك تنفيذها. اهتم بجسدك احرص على تناول الطعام الصحي، خذ قسطا كافيا من النوم، ومارس الرياضة يوميا. ساعد الآخرين إن لم تحن مجبرا على البقاء في المنزل طول اليوم، اعرض المساعدة على كبار السن، لإحضار المشتريات لهم، أو في إنجاز المهمات الضرورية لهم. ابق على اتصال استخدم التكنولوجيا بشكل كبير وابق على اتصال مع عائلتك وأصدقاءك وزملاء العمل، بالمحادثات الهاتفية اليومية، أو باستخدام الرسائل النصية. قلل من الأخبار احرص على الحصول على المعلومات المهمة حول الفيروس، من المصادر الموثوقة، ولكن ابتعد عن الأخبار الكثيرة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي. جهز المعدات الطبية احرص على وجود كميات كافية من أدويتك الضرورية، وجهز نفسك بإحضار كميات كافية من المعقمات والكمامات. حارب الملل استكشف مشاريع قديمة تركتها بسبب الانشغال بالحياة اليومية، أو اقرأ كتب تكاسلت عن قراءتها، وشاهد المسلسلات التلفزيونية الكثيرة، لمحاربة الملل. تعلم تعلم أشياء جديدة قد تفيدك على المدى الطويل، مثل تعلم لغة جديدة، أو تعلم الرسم. ركز على الإيجابيات ركز على الأخبار الإيجابية، التي تدعو للتفائل والأمل، مثل قصص بطولات الأطباء، وقصص القضاء على الفيروس في الصين وكوريا الجنوبية. يوم بيوم تعامل مع الوضع الحالي يوما بيوم، ولا تفكر بعيدا جدا. مسابقات ومبادرات عن الحجر المنزلي و انتشرت حول العالم الكثير من المبادرات التي جاءت للتسلية أثناء الحجر أو دعم المرضى و الناس بالبيوت فهناك من غنى للأطباء من أمام المستشفيات وهناك مبادرات عديدة لإنجاز وثائقيات تُحاكي هذه الفترات الاستثنائية، لاسيما أن يُقدّم العمل بطريقة إبداعية ويحمل فكرة ملهمة.