يعيش لاعبو كرة القدم غالباً بعيداً عن عائلاتهم في دولة غريبة، ويعملون تحت ضغوط عالية، إذ يمكنهم أن يصبحوا أبطالاً في يوم وفي اليوم التالي ينساهم الناس. ومن غير المستغرب أن اللاعبين عرضة لمشاكل تتعلق بالصحة الذهنية، إذ قال اتحاد اللاعبين المحترفين إن “الغموض الذي تسببت فيه جائحة فيروس كورونا، سيجعل الأمور تزداد سوءاً خاصة بالنسبة للنساء الأكثر عرضة لهذه المشاكل”. وقال الأمين العام لاتحاد اللاعبين المحترفين يوناس باير-هوفمان، في مقابلة تلفزيونية اليوم الخميس “نولي اهتماماً كبيراً بالصحة الذهنية والعقلية”. “وجدنا من خلال دراسات كثيرة على مدار سنوات أن هناك مخاطر كثيرة للقلق والمشاكل النفسية للاعبين مقارنة بباقي الناس بسبب طبيعة عملهم المتوترة دائماً وغير المستقرة لمعظمهم وهذا يجعل الأمر أسوأ”. وتوقفت مسابقات كرة القدم حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا إذ توقفت بطولات الدوري المحلية وتأجلت بطولة أوروبا 2020 وكأس كوباأمريكا ومسابقة كرة القدم في أولمبياد طوكيو لمدة عام. ويتعرض لاعبون بارزون لضغوط من أجل القبول بتخفيض أجورهم لمساعدة أنديتهم لمواجهة تداعيات توقف المسابقات لكن اتحاد اللاعبين المحترفين قال إن “هذا لا يمثل خياراً للعديد من اللاعبين بعيدا عن البطولات المحلية الكبرى، إذ يعاني هؤلاء اللاعبون في الكثير من الأحيان لتغطية نفقاتهم”. وأضاف باير-هوفمان “لدينا العديد من اللاعبين الصغار يعيشون بعيداً عن بلادهم وغالباً لا توجد عائلة تساندهم في هذه البلاد والعديد منهم يملك عقودا لمدة عام واحد. “هذا يشكل أزمة كبيرة بشأن ما إذا سيحصلون على أي دخل في نهاية الموسم في ظل هذا التوقف”. ووجد اتحاد اللاعبين المحترفين في دراسة نُشرت عام 2015 أن 38% من اللاعبين الحاليين و35% من اللاعبين السابقين يعانون من مشاكل اكتئاب أو قلق في مرحلة ما. وقال اتحاد اللاعبين المحترفين إن إحدى المشكلات الناجمة عن التوقف الحالي تتعلق بأن اللاعبين عادة يركزون على مهنتهم بشكل كامل لكن وجدوا أنفسهم يعانون من الفراغ حالياً ولا يجدون مباريات يفكرون فيها. وفي إطار مساعدته للاعبين أطلق الاتحاد مبادرة بعنوان “حافظ على سلامتك الذهنية”. وتذكر هذه المبادرة اللاعبين بالحفاظ على أسلوب حياة ونوم صحي والبقاء على تواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واتباع نظام يومي يتخلله بعض أوقات للراحة مخصصة لسماع الموسيقى أو مشاهدة برنامج تلفزيوني مفضل. وخصصت بعض اتحادات اللاعبين المحلية خطوطا ساخنة لمساعدة أعضائها. وقال باير-هوفمان إن “اللاعبات قد يعانين أكثر نظراً لأن ظروف معيشتهن أقل في كثير من الأحيان من أقرانهم من الرجال”.