كشفت تقارير أعلامية أميركية أن مستشارا كبيرا في البيت الأبيض حذر “وبشكل صارخ” مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب في أواخر يناير الماضي من أن أزمة فيروس كورونا الجديد، وأنها قد تكلف الولاياتالمتحدة تريليونات الدولارات وتعرض ملايين الأميركيين لخطر المرض أو الموت. وقال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن التحذير جاء في مذكرة رفعها المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، وهو أعلى مستوى من التنبيه المعروف أنه تم تداوله داخل البيت الأبيض، حيث كانت الإدارة تتخذ خطواتها الأساسية الأولى لمواجهة أزمة عالمية استهلكت الصين وستستمر في قلب الحياة في أوروبا والولاياتالمتحدة. ووفقا للصحيفة، فقد جاء في مذكرة نافارو أن “الافتقار إلى الحماية المناعية أو العلاج الحالي أو اللقاح من شأنه أن يترك الأميركيين بلا حماية في حالة تفشي فيروس كورونا المستجد الكامل على الأراضي الأميركية.. هذا النقص في الحماية يزيد من خطر تطور الفيروس إلى وباء كامل، مما يعرض حياة الملايين من الأميركيين للخطر”. وصدرت المذكرة الأولى في أواخر يناير الماضي، وذلك خلال الفترة التي كان فيها دونالد ترامب يقلل من مخاطر الفيروس وتهديده على الولاياتالمتحدة، ويواصل لاحقا القول إنه “لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذه النتيجة المدمرة” بحسب نيويورك تايمز. وكشف تقرير صحيفة الجارديان البريطانية، أن مجلس الأمن القومي عمم مذكرة نافارو على نطاق واسع حول البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية. وبحسب نيويورك تايمز وموقع “أكسيوس” الإخباري، كتب نافارو المذكرات لأول مرة، في 29 يناير ثم في 23 فبراير، وأشارتا إلى أنه قدم المذكرة الأولى في اليوم الذي شكل فيه ترامب قوة عمل لمتابعة الفيروس في البيت الأبيض، واحتوت على أسوأ سيناريو للفيروس، وأشار فيها إلى أنه قد يتسبب بمقتل أكثر من نصف مليون أميركي. ذهبت المذكرة الثانية إلى أبعد من ذلك، حيث توقعت أن يتسبب وباء “كوفيد-19″، الذي ترك من دون رادع، بمقتل نحو 1.2 مليون أميركي ويصيب ما يصل إلى 100 مليون آخرين. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحذير ترامب وفريقه في البيت الأبيض من قدرة الفيروس على تدمير الولاياتالمتحدة وضرورة التعامل معه بسرعة وحزم، فقد قام كبار العلماء، وعلماء الأوبئة، وخبراء حالات الطوارئ الصحية في الولاياتالمتحدة وحول العالم بتوصيل هذه الرسالة بشكل واضح في وقت مبكر من الأزمة، لكن ترامب استمر في التقليل من حجم التهديد الذي شبهه بمخاطر الإنفلونزا الموسمية. غير أن ظهور المذكرات، من أحد كبار المساعدين داخل البيت الأبيض، سيجعل من الصعب على ترامب أن يزعم، كما فعل في مناسبات عديدة، أنه لم يكن بمقدور أحد التنبؤ بخطورة المرض. ومع تفشي الوباء في جميع أنحاء البلاد، تعرض الرئيس لانتقادات متزايدة لأنه لم يفعل سوى القليل جدا، وبشكل متأخرا للغاية في الاستجابة، مما أدى إلى نقص كبير في الاختبارات التشخيصية، ومعدات واقية للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وأجهزة التهوية للمرضى. وتعد مذكرة بيتر نافارو أكثر التحذيرات المباشرة المعروفة التي تم تداولها في لحظة مهمة بين كبار مسؤولي الإدارة الأميركية. ولم تكتف أكسيوس بالكشف عن هذه المذكرات، بل نشرت صورا لمقاطع منها على موقعها على الإنترنت. ووفقا للمذكرات، التي حصلت عليها أكسيوس، فقد أشار التحذير إلى أنه يمكن أن يودي بحياة أكثر من نصف مليون أميركي ويكلف ما يقرب من 6 تريليونات دولار. لكن في المذكرة الثانية في أواخر فبراير، كان نافارو أكثر انزعاجا، وحذر زملائه، من احتمال وفاة ما يصل إلى مليوني أميركي جراء تفشي الفيروس. وبحسب أكسيو، فقد قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة، الذين تلقوا مذكرات نافارو في ذلك الوقت، أنهم كانوا متشككين في دوافعه، وبالتالي تحذيراته، وأضاف “لقد صدمتني مذكرة يناير باعتبارها محاولة مقلقة للفت الانتباه إلى أجندة بيتر المناهضة للصين مع تقديم مجموعة محدودة بشكل مصطنع من خيارات السياسة”. أما مذكرة 29 يناير فحددت خيارين صارمين “الاحتواء العدواني مقابل عدم الاحتواء”. ولم تكشف مذكرة 23 فبراير عن كاتبها كما فعلت الأولى لكنها كتبت من قبله ووزعت على العديد من المسؤولين من خلال مجلس الأمن القومي، وكان عنوانها بمثابة مذكرة إلى الرئيس عبر مكاتب مستشار الأمن القومي، ورئيس الأركان وفرقة عمل “كوفيد-19”.