تخلى النفط عن مكاسبه،اليوم، بعد ارتفاعات ظلت ليومين على التوالي بعد عدم التوصل لاتفاق على خفض الانتاج بين دول أوبك بلس. و أغلقت أسعار النفط على انخفاض، اليوم، الأربعاء بعد أن تخلت عن مكاسبها الأولية بينما يواجه منتجون رئيسيون للنفط، من بينهم السعودية، صعوبة في اقناع روسيا بتخفيضات إضافية في الإمدادات للتعويض عن هبوط في الطلب ناتج عن تفشي فيروس كورونا. وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 73 سنتا، أو 1.4 بالمئة، لتسجل عند التسوية 51.13 دولار للبرميل. وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 40 سنتا لتغلق عند 46.78 دولار للبرميل. وتسعى السعودية وأعضاء آخرون في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك إلى اقناع روسيا بالانضمام إلى تخفيضات إضافية كبيرة في انتاج النفط لدعم الأسعار. وتنفذ المجموعة المعروفة باسم أوبك+ بالفعل خفضا قدره 2.1 مليون برميل يوميا وهو ما يساعد في منع هبوط حاد للأسعار. و قال مصدر في أوبك إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ فشلت اليوم في الوصول إلى اتفاق بشأن تخفيضات إضافية. وأضاف المصدر أن روسيا اقترحت الإبقاء على التخفيضات الحالية لمجموعة أوبك+ حتى نهاية الربع الثاني من العام، في حين يريد بعض أعضاء أوبك تخفيضات إضافية تتراوح من مليون إلى 1.5 مليون برميل. وت طالب المملكة الدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها في التجمع الأوسع "أوبك بلس" بإقرار خفض إنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يوميا لمواجهة التراجع القوي في الطلب على الخام بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). و بدأ، اليوم، الأربعاء وزراء نفط أوبك اجتماعهم لبحث أوضاع سوق النفط العالمية، ومناقشة مجموعة من الخيارات لخفض الإنتاج حتى 5ر1 مليون برميل يوميا، لكن المحادثات مازالت قائمة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستوى الخفض المطلوب حتى الآن، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء عن أحد المشاركين في المحادثات. وأشارت بلومبرج إلى أن السعودية تحتاج إلى التغلب على مقاومة روسيا لفكرة خفض الإنتاج حتى يمكنها الحصول على القرار الذي تريده. تأتي التحركات السعودية لخفض الإنتاج في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من تلاشي نمو استهلاك الوقود في العالم خلال العام الحالي بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا وتباطؤ الاقتصاد العالمي. وكانت أسعار النفط قد سجلت في الأسبوع الماضي أكبر تراجع أسبوعي لها منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف .2008 ويحتاج وزراء أوبك ووزراء الدول الحليفة من خارج المنظمة، وفي مقدمتها روسيا، إلى تسوية خلافاتها بشأن مستويات الإنتاج من أجل التوصل إلى اتفاق. كان خبراء الدول الأعضاء في تجمع "أوبك بلس" قد أوصوا في ختام اجتماعهم أمس بخفض إنتاج دول التجمع من النفط، للمحافظة على استقرار الأسعار في ظل تأثيرات انتشار فيروس كورونا المستجد(كوفيد 19) الذي أودى بحياة نحو 3000 شخص على أسواق النفط العالمية في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي. وقال مشاركون في الاجتماع الذي يسبق اجتماعات وزراء دول التجمع التي بدأت اليوم وتستمر حتى بعد غد الجمعة، إن اللجنة الفنية المشتركة للتجمع اقترحت خفض الإنتاج خلال الربع الثاني من العام الحالي بما يتراوح بين 600 ألف برميل ومليون برميل يوميا، في حين كانت اللجنة قد اقترحت في فبراير الماضي خفض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميا فقط.