وسط عاصفة من التصعيدات المتتالية ومخاوف دولية من حرب ربما تطل برأسها على المنطقة أعقاب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، برز اسم قطر حليف طهران الأكبر في المنطقة كأحد أطراف العملية الأمريكية في قتل رجل إيران ومرافقيه بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد. في خضم وتيرة متسارعة من التحليلات العسكرية لكشف خيوط وتفاصيل عملية قتل سليماني، احتل تساؤل “من أين خرجت الطائرة الأمريكية؟” العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام العالمية. لم يمض وقت كبير حتى أكدت التقارير الإعلامية الأمريكية إجابات السؤال الأبرز في العلمية التي تنذر ببدء إشارة الحرب. كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن استهداف سليماني تمت إدارته من داخل مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر بقاعدة العديد، وانطلقت الطائرة من القاعدة بمتابعة من الإدارة الأمريكية على الهواء مباشرة. وضعت تأكيدات استهداف سليماني من قاعدة العديد في قطر، قصر الدوحة في مأزق كبير مع خامنئي الحليف الأكبر بالمنطقة. سرعان ما ظهر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مناصب رسمية لعزاء طهران، في صورة ظهر فيها العلم القطري مختوما باللون الأسود، وعكست مخاوف الدوحة بشأن الرد الإيراني. ويبدو أن تعاقب الدبلوماسيين القطريين على طهران لم يهدأ من الغضب الإيراني، حتى أعلن الجانبان عن وصول أمير قطر تميم بن حمد إلى العاصمة طهران للقاء روحاني ومن ثم قيادات إيران، وعلى رأسهم خامنئي. بعد الإعلان عن الزيارة تواترت صورا على حسابات لمواقع إعلامية إيرانية ظهر فيها أمير قطر إلى جانب خامنئي في غياب العلم القطري، وتعاقبت التساؤلات هل قدمت قطر اعتذارا لطهران على إتمام ضربة سليماني من أراضيها؟. في أعقاب ذلك، كشفت تقارير لمواقع محسوبة على المعارضة الإيرانية، من بينها موقع فوري عن أن أمير قطر تميم بن حمد قدم للرئيس الإيراني حسن روحاني 3 مليارات دولار، لسد تعويضات ضحايا الطائرة الأوكرانية. ونقلت وكالة إيران الرسمية “إرنا”، أن “أمير قطر وصل إلى طهران في زيارة يلتقي خلالها حسن روحاني، لبحث العديد من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة في المنطقة”، وتعد هذه هي الزيارة الأولى لتميم منذ صعوده إلى حكم قطر عام 2013. وكانت إيران اعترفت رسميا بإسقاطها للطائرة الأوكرانية التي كانت تحمل 176 مسافراً، عن طريق إصابة أحد صواريخ منظومتها -والتي كانت متجهة إلى قاعدة عين الأسد في العراق- للطائرة ما أدى لسقوطها ومصرع جميع من كانوا داخلها. وبعد إقرار إيران بمسؤولية جيشها عن إسقاط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، وعلى متنها 176 شخصاً، طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، بمعاقبة المذنبين وبدفع تعويضات من قبل إيران. وقال زيلينسكي على صفحته على فيسبوك “ننتظر من إيران إحالة المذنبين على القضاء ودفع تعويضات”.