وظيفة جديدة نوعًا ما امتهنها شباب؛ لكونها لا تحتاج إلى جهد كبير بقدر ما تحتاج إلى علاقات متعددة وضمير حي، وتجعلهم أشبه بمحققين خاصين على غرار ما نشاهده في الأفلام البوليسية العالمية مثل جيمس بوند. وغزت مهنة “جيمس بوند الزواج” أوساط الشباب السعودي، وباتت مصدر رزق مربح لكثيرين، منهم بعد أن تزايد الطلب على خدماتهم، وأصبحت المهنة، تطلق على من يوكل إليه أهل العروس مهمة البحث عن جميع ما يتعلق بالعريس الجديد، مقابل مبلغ من المال. ووفقاً للتقارير الصحافية فان هذه المهنة فرضتها العادات والتقاليد السعودية التي تمنع الرجل لقاء عروسه قبل عقد القران، ووفق المهنة يبدأ الشخص الذي وكلته أسرة العروس، البحث والتحري عن ماضي الزوج المتقدم، وعن علاقاته الاجتماعية، سواء في العمل أو في منطقته السكنية، ناهيك عن زملائه وممارساته اليومية، كما يجب ألا يغفل عن أمر مهم، هو محافظته على الصلاة. ويعتقد عبد الرحمن القحطاني -وهو من الشباب الذين اتخذوا من هذه المهنة مصدر رزق لهم- أن مهنته مستمرة طول العام، إلا أنها تنشط خلال فصل الصيف، باعتباره الموسم الذي تنشط فيه الزيجات، لافتًا إلى أن عائلة الزوجة في الغالب ما تعتمد عليه كثيرًا في تحديد ردهم بالإيجاب أو السلب على هذا الزواج، خصوصًا في ظل انتشار رقعة السكان وتخالط الناس، مشيرًا إلى أن الأجر الذي يتقاضاه مقابل مهمة بحث تفصيلية لزيجة هنا أو هناك؛ يتراوح بين 2000 ريال (533 دولارًا) و3000 ريال (800 دولار). ومن جهته، يقول الشاب راشد السعيد الملقب ب”جيمس بوند الزواج”،في تصريح نقلته الشرق الأوسط إن حجم الطلب على خدماته بات أمرًا واقعًا وملحًّا. وعندما يكون الزوج من مدينة أخرى، فإن مهمة البحث عن ماضيه ومستقبله تكون أصعب، إلا أن ما يسهل المهمة المبلغ الذي يقدمه أهل الزوجة مقابل هذه الخدمة، لافتًا إلى أن هذه الوظيفة تعتمد على الذمة والضمير الحي بالدرجة الأولى؛ لأن الزواج -حسب وجهة نظره- مسألة حياة مصيرية، لا تعتمد على المساومات أو التراخي أو المجاملات. وفي الموضوع نفسه يقول عبد الله الدوسري إن مهنتهم ليست جديدة، إلا أن الانتشار الجغرافي، خصوصًا في المدن الكبرى، مثل الرياضوجدة والدمام، جعل الاعتماد عليهم مهمًّا، في ظل التخوف الكبير على مستقبل بنات الأسر.