الدكتور ملفي الرقاص حب الوطن يتجلى في الدفاع عنه والذود عن حياضه والمحافظة على مكتسباته قولاً وعملاً، وعدم إتاحة الفرصة للحاقدين والحساد للنيل منه مهما كان الثمن، لذلك الدفاع عن الوطن وحمايته والحرص على الوحدة الوطنية والإنتماء تجسد معنى القول بأن الدفاع عن الوطن عقيدة. وأستذكر هنا خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال افتتاحه أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس في الرياض، على أنه "لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال". لذا ينبغي توحيد الأمن والمواطنة والولاء في النفوس ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنية شاملة وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي لنتمكن من بناء سياج أمني قوي يكبح الزعزعة الفكرية لدى الشباب ويعمق في نفوسهم حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والنصرة، والعمل والتكاتف على الخير. هنا فقط يقوم أبناء هذا الوطن بواجبهم بأمانة وإخلاص على اختلاف مراكزهم ومواقعهم، لذا لابد أن يتحول المواطن من دور المستفيد إلى المشارك ومشاركته هنا ليست طواعية إنما هي ضرورية، فالمواطن جزء من معادلة التكامل بين المواطن والدولة. إن تحقيق الأمن الوطني يبدأ من البيت لأنه اللبنة الأولى في التربية ثم تتعضد مسؤولية البيت بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك يقع على كاهل المدرسة مسؤولية كبرى في مناهجها وأساتذتها، كما أن على العلماء والوعاظ والمربين دوراً في هذا الجانب. إن ضياع الأمن الوطني ضياع للمجتمع بأسره، وإن ما نشهده من تفاعل الوطن مع أهداف الوطن وحاجاته ومع قضايا الأمة والتعاون الإيجابي بين السلطة التنفيذية في الدولة والمواطن لهو مصدر فخر واعتزاز. وها قد عملت حكومتنا الرشيدة على تعزيز التلاحم بين أبناء الشعب السعودي في إطار تحمل المسؤولية والحرص على الأمن وتأكيد دور المواطن في حماية الوطن. ختاماً وطننا الغالي يعد جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، ترابه مسك، وهواؤه عليل، ومياهه شهد، وشمسه أنوار، وأشجاره قنوان دانية، وأزهاره مرجان، ونخيله أفنان وجنان، زواياه وأركانه منائر ومساجد كعقود اللؤلؤ المنثور، وأنوار النجوم لهداية المسافرين.