اجبر الرسول صلى الله علية وسلم على الخروج من مكةالمكرمة بعد أن لاقى من المشركين صنوف العذاب والأذى , وخرج وهو يقول " والله انك أحب البلاد إلى ولو لا أن اهلك مخرجي ما خرجت " . وروى أن أبانا قدم على النبي صلى الله علية وسلم فقال يا أبانا كيف تركت مكة ؟ قال : تركت الاذخر وقد اعذق والنممام وقد أورق فاغرا ورقت عينا رسول الله صلى الله علية وسلم , وقال بلال رضي الله تعالى عنة , آلا ليت شعري هل أبيتن ليلة برد وحولي اذخر وجليل وهل أردن يوما مياه , وهل يبدون لي شامة وطفيل وحب الوطن من الإيمان , فكيف إذا كان الوطن هو المملكة العربية السعودية , بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي , ومبعث الرسالة المحمدية , وموئل أفئدة المسلمين والتي يتجهون إليها في اليوم والليلة خمس مرات في صلواتهم . لاسيما وان رب العالمين استجاب لدعوة أبينا ابراهيم علية الصلاة والسلام . قال الله تعالى : " وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا أمننا وارزق أهلة من الثمرات من امن .... " الآية . فحقق الله للبلد الحرام ولهذا البلد الطيب المبارك الأمن والأمان الذي قل أن يوجد مثيلة في بلدان العالم . والأمن مطلب ملح يتيح للبشرية العمل والتقدم والانجاز فلا يمكن أن يعمل الإنسان وهو خائف . والأمن إذا فقد في مجتمع كان ذلك نذيرا لانتشار الفوضى والشغب والتدمير . إن ما تعيشه بلادنا من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى تستلزم منا الشكر والثناء لله وتستلزم تقدير هذه النعمة والمحافظة عليها . فإثارة الفتن في مجتمعنا الأمن – بفضل رب العباد – وزعزعة أمنة واستقراره وإشاعة الرعب والخوف في نفوس أهلة ومواطنيه تعد من كفر النعمة , لان تلك الأمور ستقضى على كل معاني الأمن والأمان . وتدمر كل جوانب البناء والتنمية وتقضى على الأخضر واليابس والأمثلة من حوالي واضحة للعيان ولا يدركها إلا كل حصيف عاقل . وبلادنا تقدم للعالم بأسرة نموذجا في التعامل والتفاعل مع كل القضايا فهي من المسلمين في شتى بقاع العالم حاضرة معنويا وماديا , تقف مع المظلوم وتساعد المحتاج وتنقذ المنكوب , وتعالج المرضى وتدافع عن المحروم , وأساطيلها الجوية تسبح في الفضاء لتكون لمسة حنان مع كل متضرر , وهى تقوم بكل ذلك دون أن تلحقه منا ولا أذى وإدراكا من قادتهم وفقهم الله بالمسئولية المنوطة بهم اتجاه مسلمي العالم , وفى الداخل أيضا حققت انجازات تنموية كبيرة في وقت قياسي يقاس في نظر الأمم الأخرى بالسنوات الطويلة . إن وطننا الغالي يعد جوهرة نفيسة , ولؤلؤة غالية , ترابه مسك , وهواءه عليل , ومياهه شهد , وشمسه أنوار , واشجارة قنوان دانية , وإزهاره مرجان , ونخيله أفنان وجنان , زواياه واركانة منائر ومساجد كعقود اللؤلؤ المنثور , وأنوار النجوم لهداية المسافرين . ونحن في هذا الوطن الغالي لسنا مجتمعنا ملائكيا أو مثاليا يخلو من الأخطاء , أننا مجتمع بشرى يعترينا البشرية من نقص , لان الكمال صفة اختص بها رب العالمين لنفسه , ومن ثم فإيجابيات مجتمعنا ووطننا كثيرة جدا إذا ما قورنت ببعض السلبيات المتواضعة ومن هنا فان المرحلة حماسة والمتغيرات العالمية متعددة والأحداث الأخيرة تفرض على كل مواطن عاقل سوى يفكر بعقل مستنير أن يكون مواطننا صالحا حقا بكل ما يعنيه ذلك المفهوم . وفى تصوري فان السمات التي ينبغي أن تتوافر في المواطن الصالح كما يلي : _ المواطن الصالح هو من يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله علية وسلم نبيا ورسولا وتكون كل تصرفاته وممارساته في ضوء من كتاب الله وسنة رسوله الكريم علية أفضل الصلاة وأتم التسليم. _ هو من يدرك إدراكا تاما مكانة وطنه تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وسياسيا على كافة المستويات والأصعدة المختلفة . _ هو من يحرص على المشاركة الجادة في اسرتة ومجتمعة . _ هو من يحرص على المشاركة الفاعلة في مجتمعة , مدركا لكل ما يدور فيه مشاركا في كل الخدمات المجتمعية بحس وطني فاعل حريصا على تعزيز وحدة المجتمع وصيانتها بكل ما أوتى من قوة . _ هو من لدية الالتزام بقوانين المجتمع ولوائحه وتنظيماته . _ هو من لدية انتماء و ولاء للوطن بعد الله سبحانه وتعالى . _ هو من يحرص على إشاعة الأمن والسلام بين أفراد مجتمعة داخليا وبين شعوب العالم خارجيا . _ هو من لدية القدرة على الانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى مع الحرص على الالتزام بقيمه ومبادئه وثوابته . _ هو من يملك نظرة تقدير واحترام للكرامة الإنسانية وقيم الحرية المنضبطة . _ هو من يملك القدرة على التعبير عن وجه نظرة بصورة علمية ومنطقية ويحترم وجهات نظر الآخرين . _ هو من يحرص على الحد من الإشاعات والفتن ومنع الصراعات . _ هو من يملك شعورا قويا بأن كل شبر على خارطة الوطن يمسه ويهمه أمرة ولهذا فيجب المحافظة علية . _ هو من يحافظ على المرافق والممتلكات العامة ويشعر بأنها ملك للجميع ولكل الأجيال . _ هو من يحقق أمر رب العالمين بطاعته وطاعة رسول الله صلى الله علية وسلم ثم طاعة ولى الأمر قال الله تعالى : " يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم .." الآية . _ هو من يملك فكرا وسيطا نيرا وتكون لدية القدرة على التميز بين الغث والسمين وبين الحقيقة والأسطورة أو الإشاعة . ومن الأمور التي يمكن أن تسهم في تعزيز حب الوطن في نفوس الناشئة وتأكيد الانتماء الوطني وحسن التعامل مع الاحرين مايلى : _ تعويد الناشئة على الاهتمام بحب الوطن وتذكيرهم باليوم الوطني بأنة يوم عظيم توحدت بة أركان هذه البلاد وعاشوا جميع من عليها أخوة وأحبة وفى امن وأمان . وأخيرا نقول غفر الله لموحد هذه البلاد " الملك عبد العزيز " الذي جمع ابناء هذا البلاد تحت راية لا اله إلا الله محمدا رسول الله . متعب المجيولى