رغم أن البطة المطاطية –صفراء اللون عادة- هي رفيقة معظم الأطفال في وقت الاستحمام، فإن دراسة حديثة كشفت سرا خطيرا يتعلق بمدى قذارتها بالبكتريا الضارة، التي تجد في تجويفها الرطب بيئة مثالية لها. وقام باحثون من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة والمعهد الاتحادي السويسري للعلوم المائية والتكنولوجيا، بدراسة العوامل التي تشجع النمو الميكروبي وأنواع الكائنات الدقيقة في ألعاب الحمام، على مدى 11 أسبوعا. ووجد الباحثون أن الثقوب الموجودة في قاعدة هذه الألعاب تمتص مياه الاستحمام إلى الداخل، إذ يشكل هذا التجويف الرطب الدافئ البيئة المثالية لتكون الأغشية الحيوية البكتيرية والفطرية. وفي التجارب المعملية، قام الباحثون بتعريض بعض ألعاب الحمام لمياه نظيفة، وأخرى لمياه الاستحمام القذرة، بما في ذلك تلك المياه التي تحتوي على الصابون وسوائل الجسم البشري والبكتيريا. بكتيريا بالمليارات وكشف الباحثون بعد معاينة الألعاب القذرة طبقة سميكة تكونت بداخلها مليئة بالفطريات والبكتيريا، إذ وصل عدد الخلايا البكتيرية الضارة إلى 1.3 مليار خلية بكتيرية في كل لعبة. إلا أن الأمر الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة للوالدين، هو أن البكتيريا المسببة للأمراض كانت موجودة في 80 بالمئة من جميع الألعاب التي خضعت للدراسة. ويشمل ذلك الألعاب المطاطية الأخرى وألعاب الليغيو وغيرها من الألعاب المستخدمة في الحمام، التي تتكاثر بداخلها بكتيريا قد تتسبب بمشكلات في الرئتين عند استنشاقها. جدل واسع السؤال الرئيسي الآن: هل يجب التخلص من البطة المطاطية وغيرها من الألعاب أثناء وقت الاستحمام، وبالتالي حرمان الطفل من المتعة خلال الاستحمام؟ يجادل بعض الباحثين أن التعرض للبكتيريا يقوي جهاز المناعة. في حين يرى آخرون أن أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطير. لذلك، يقترح الباحثون على الوالدين سد الثغرات في ألعاب الحمام لمنع دخول الماء إليها، وإذا كان البعض لا يزال يشعر بالقلق حيال ذلك، فعليه غلي هذه الألعاب عند كل مرة نرغب في استخدامها.