اعتقد العلماء أنهم اقتربوا من كشف أحد الأسرار العظيمة التي حيرت البشرية لمئات السنين وساد جدل واسع حول هذه التوقعات بين اوساط دينية في العالم لما تلزمه الفكرة من توضيح من ناحية دينية. ومن خلال بناء صورة معقدة لما يحدث داخل الدماغ البشري عند الموت، كشف العلماء أنه حتى بعد الموت، يستمر الدماغ البشري في العمل لمدة 5 دقائق، وهذا يعني أن هناك احتمالا بإمكانية عودة الميت إلى الحياة. ولكن بعد انقضاء هذا الوقت يسود نشاط كهربائي في الدماغ يسمى "انتشار الاكتئاب"، مما يؤدي إلى إيقافه عن العمل، ويجعل عملية الإنعاش مستحيلة. وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف بعد فحصهم 9 مرضى "لم يستجيبوا لأوامر الإنعاش"، حيث قام فريق من أطباء الأعصاب بمراقبة الإشارات الكهربائية في أدمغة المرضى أثناء وفاتهم. وتبدأ الخلايا في الموت عندما يتوقف تدفق الدم إليها، وفي أعقاب ذلك، تعتمد تلك الخلايا على إمدادات الطاقة الاحتياطية، وهذا هو السبب في اعتقاد العلماء بأن الدماغ يمكنه العمل لفترة طويلة نسبية بعد توقف القلب عن النبض. ولكن هذه العملية تؤدي إلى انهيار الحواجز بين الأيونات في الدماغ، والمعروفة باسم "انتشار الاستقطاب" أو "انتشار الاكتئاب"، حيث تبث هذه العملية فترة من الطاقة العالية في الخلايا العصبية، ثم يليها صمت مفاجئ ودائم. هذا الصمت يمثل العد التنازلي النهائي حتى الموت، وهو ما وجد العلماء أن بإمكانهم عكسه. وقال المؤلف الرئيسي للبحث، الدكتور جينز درير، من جامعة "Universitätsmedizin" في برلين: "بعد توقف الدورة الدموية وانتشار الاستقطاب، يحدث فقدان للطاقة الكهرومغناطيسية المخزنة في خلايا الدماغ، وتبدأ المواد السامة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الموت، في الانتشار"، وتابع قائلا إن الأمر الأهم من ذلك، هو القدرة على عكس هذه العملية عند نقطة يمكن من خلالها استعادة الدورة الدموية. ويأمل العلماء في أن تساعدهم الدراسة الحديثة في زرع أقطاب كهربائية داخل أدمغة المرضى من أجل الكشف عن آليات وتوقيت ما يجري بدقة أثناء عملية الموت. ويقول العلماء إن هذه النتائج قد تساعد على تحسين إجراءات التشخيص والعلاج في المستقبل.