أصدرت الخطوط السعودية قراراً بمنع وإيقاف اشتراك الخطوط السعودية في صحيفة عكاظ.وقد أبدى الكاتب خلف الحربي استيائه الشديد في مقاله اليوم وأكد أن تطورات الأحداث في الخطوط الجوية العربية السعودية لا تبشر بخير مطلقا،وقال إن منع عكاظ على الناقل الوطني يدل على تدهور الأحوال وتعنت إدارتها وعدم اكتراثها بما يحدث. وقال الحربي في مقاله: ( مشكلتي الأساسية أني مواطن بريء، فقد اعتقدت أن الإخوة المسؤولين في الخطوط السعودية سوف ينشرون ردا في «عكاظ» حول حكاية النثريات التي قالت الجريدة إنها بلغت خمسة مليارات ريال عدا ونقدا يؤكدون من خلاله أن هذه القضية غير صحيحة جملة وتفصيلا أو على الأقل يقولون إن هذا الموضوع بين يدي الجهة الرقابية التي فتحت هذا الملف، ولكن ما حدث هو منع توزيع «عكاظ» على الطائرات السعودية بحيث إن الراكب لو سأل عن «عكاظ» يقول له المضيف: (بيننا وبينهم وقفة خواطر شوف لك جريدة ثانية قبل لا ننزلك من الطيارة)!. المضحك المبكي في هذا الموقف أن «عكاظ» لن تخسر فلسا أحمر من هذا الإجراء الغريب الذي يبدو أنه جاء تحت وطأة الانفعال الشديد، فالخطوط السعودية تدفع قيمة الاشتراك السنوي سواء كانت الجرائد على الطائرة أو ألقى بها الملاحون في المدرج، وهكذا تعاقب الخطوط ركابها وتهدر مالها (الذي هو مال عام) لأنها تدفع المال مقابل شيء لا تستفيد منه. هذه الطريقة في التعاطي مع وسائل الإعلام أشعرتني في الاتحاد السوفياتي السابق، فسحب «عكاظ» من الطائرات لن يمنع الركاب من الوصول إلى الحقيقة متى ما أرادوا ذلك، بل إنهم لا يحتاجون الجرائد كي يعرفوا حقيقة الأحوال في ناقلنا الوطني العتيد فالمأساة تبدأ من كاونتر التذاكر وتتجلى بمجرد ربط الأحزمة على مقاعد الطائرة. مثل هذا الأسلوب لا ينتمي إلى العصر وليس له صلة بالشفافية وهو أيضا يضعف موقف الخطوط ويهز مصداقيتها، فالمسألة في غاية البساطة فإما أن تكون حكاية المليارات الخمسة التي صرفت كنثريات غير صحيحة ولا توجد أي جهة رقابية تحقق في هذا الموضوع وهنا يكفي أن تنفي الخطوط هذا الخبر الذي نشرته «عكاظ»، وإما أن تكون هذه الحكاية صحيحة وهنا بإمكان الخطوط أن تبرر حاجة مسؤوليها لهذه النثريات التي تعادل قيمتها قيمة تأسيس شركة طيران جديدة، أو في أسوأ الأحوال يمكن أن توضح الخطوط أن هذه القضية قيد التحقيق والفحص وأنها لا تريد التعليق عليها دون حاجة لافتعال خصومة مع «عكاظ» خصوصا أن الخطوط السعودية – حتى هذه اللحظة – مازالت مؤسسة عامة وليست مزرعة خاصة ومن حق أي مواطن انتقاد أدائها أو إبداء الملاحظات حول مصروفاتها التي تدخل في نطاق الأموال العامة. وأخيرا .. لقد سعدت بمعرفة عدد من كبار المسؤولين في الخطوط السعودية سواء من خلال لقاءات عابرة أو مكالمات هاتفية لطيفة وأظن أنهم أذكى مائة مرة من مواجهة وسائل الإعلام بهذه الطريقة الاستفزازية، ولعلهم يلتفتون إلى بعض المؤسسات العامة مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وأمانة جدة التي مهما بلغ استياؤها من انتقادات الصحافة فإنها تعيد نشر المقالات التي تنتقدها في مواقعها الإلكترونية الرسمية، فالشمس لا يغطيها منخل .. وإنزال الجرائد من الطائرة لن يمنع الناس من التساؤل: هل حقا صرف مسؤولو الخطوط السعودية خمسة مليارات ريال كنثريات؟!”. ضوئية من مقال خلف الحربي في صحيفة عكاظ اليوم: