"يا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين" حين غنى صاحب الحنجرة الذهبية أبو بكر سالم دخلت كلماته بيوت المملكة والبيوت العربية لتصدح بالجمال الحقيقي معلنة أصالة فنان سعودي من أصول حضرمية جاب بصوته أرجاء الوطن العربي الكبير لتهتز له الروح محرضا الهمم على المواصلة والبقاء في شموخها وصدح "أبو أصيل" برائعته في عام 1400هجرية، حين طلب وزير الإعلام السعودي محمد عبده يماني إعداد أغنية وطنية تٌلقى امام قادة العالم في عهد العاهل السعودي الراحل الملك خالد رحمه الله ، فما كان من ابوبكر سالم إلا الاستجابة، وخلال 28 ساعة فقط خرجت رائعة من روائع أغانية، وكانت (يابلادي واصلي)، وهي الأكثر جمالاً وخلوداً وتأثيراً. واتسمت الأغنية بمستويات عُليا من التطريب النغمي المعروف عن الفنان الراحل الذي قدم أغنية وطنية فائقة الروعة، وتعتبر الأغنية من اهم النصوص الشعرية التي كتبها ولحنها الفنان، وتقول كلماتها: وأبو بكر سالم بلفقيه مغني وملحن وشاعر وأديب سعودي من أصول حضرمية انتقل للسعودية منذ سبعينيات القرن الماضي عاش متنقلا بين عدن وبيروت وجدة والقاهرة إلى أن استقر في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. ولد يوم 17 مارس 1939، بمدينة تريم في حضرموت، وعاش متنقلا بين عدن وبيروت ومدن أخرى، قبل أن يقرر الاستقرار في العاصمة السعودية الرياض. تميز الفنان أبوبكر سالم بلفقيه بثقافة عالية انعكست وعيًّا فنيًّا واسعًا في تجربته الطويلة، كما تميز بعذوبة صوته، وتعدد طبقاته بين القرار والجواب، وبالقدرة على استبطان النص وجدانيًّا بأبعاده المختلفة فرحًا وحزنًا، كما تميز بقدرته على أداء الألوان الغنائية المختلفة، فإلى جانب إجادته للأغنيتين الحضرمية والعدنية، فقد أجاد الغناء الصنعاني الذي بدأ يمارسه منذ بداياته الفنية، وقدم الكثير من الأغان منها: (قال المعنى لمه)، و(مسكين ياناس)، و(ياليل هل أشكو)، و(وامغرد)، و(بات ساجي الطرف)، و(أحبة ربى صنعاء)، و(رسولي قوم)، واللون الخليجي (مجروح) و(اصيل والله اصيل) بالإضافة إلى القصائد الفصيحه لابو قاسم الشابي وجده أبوبكر بن شهاب، وقد حقق أبوبكر سالم نجاحا كبيرا على مستوى الجزيرة العربية والوطن العربي غادر صاحب "الحنجرة الذهبية" بعد مسيرة فنية طويلة، دخل خلالها مجد الأغنية العربية وتقول تقارير إعلامية إنه سمي أبوبكر سالم تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن شهاب، الذي يعد من أبرز علماء حضرموت. ويعتبر سالم "فنانا شاملا"، إذ يجمع بين الكثير من الصفات، حيث يغني ويلحن ويوزع الموسيقى ويكتب الشعر. واشتهر ب"يا بلادي واصلي"، التي كانت آخر أغنية يغنيها الراحل حلال حفلة اليوم الوطني السعودي في سبتمبر الماضي. وحصل صاحب الحنجرة الذهبية على العديد من الأوسمة والجوائز، من بينها الكاسيت الذهبي التي تقدمها شركة توزيع ألمانية، وجائزة منظمة (اليونسكو) كثاني أحسن صوت في العالم، ووسام الثقافة عام 2003، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية..