روى شهود عيان، نجوا من حادث تفجير مسجد العريش، الذي وقع أثناء صلاة الجمعة، اليوم، عن اللحظات الاخيرة التي سبقت التفجير الإرهابي وإطلاق النار على المصلين، الذي نتج عنه استشهاد 235 شخصا، وعشرات الجرحى، أغلبهم من المدنيين. وقال الشهود، الذين رفضوا ذكر أسماءهم، إن عددا من المسلحين دخلوا المسجد، لأسر 3 من قيادات قبيلة السواركة، استمرارًا لاستهداف قياداتها من قبل العناصر الإرهابية، لتعاون أبناء القبيلة مع الجيش والشرطة ضد الإرهاب، إلا أن المصلين رفضوا الانصياع لهم، ورفضوا مطلبهم. وأضاف الشهود أن العناصر المتشددة هدّدت المصلين بإطلاق النيران، وتفجير عبوة ناسفة في المسجد ومحيطه، حال عدم الاستجابة لهم، إلا أن المصلين شككوا في قيام الإرهابيين بهذه الخطوة، إلا أن العناصر بدأوا بإطلاق النار عليهم من أسلحة نارية، ثم تفجير عبوة قبل هروبهم إلى المنطقة الصحراوية. وكشف الشهود أن العناصر الإرهابية كانوا مرتدين زيًا موحدًا يشبه زي القوات المسلحة، حين أطلقوا النار على كل من حاول الهرب من المسجد. وفي سياق متصل، أرجع باحثون في شؤون القبائل، الصراع بين العناصر المتطرفة وبين أفراد وقيادات قبيلة السواركة، وخاصة ما يسمونهم "الجريرين" أو "الجريرات"، إلى تعاون أفراد القبيلة مع رجال الجيش والشرطة لاستهداف العناصر الإرهابية، إلى جانب الهجوم عليهم وعلى أفكار تنظيم داعش والتكفيريين أثناء صلاة الجمعة الماضية. يذكر أنه تم اغتيال الشيخ سليمان أبو حراز، أحد أبرز قيادات القبيلة، منذ عام تقريبًا، إلى جانب الشيخ عيد أبو جرير، كخطوة أولى لتهديد القبيلة، في حين اعتبرت قيادات القبائل ما حدث بأنه رسالة من الإرهابيين للقبيلة وباقي القبائل الأخرى المتعاونة مع الجيش.