أعلنت ميانمار يوم الأربعاء أنها تتفاوض مع روسياوالصين لضمان تحركهما لعرقلة أي إدانة من مجلس الأمن لأعمال العنف التي أجبرت حوالي 150 ألفا من مسلمي الروهينجا على النزوح الجماعي إلى بنجلادش خلال أقل من أسبوعين. واتهمت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي يوم الأربعاء ما أسمتهم"الإرهابيين" بأنهم وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل" بشأن العنف في ولاية راخين لكنها التزمت الصمت المضلل إزاء النزوح الجماعي للروهينجا. وتتعرض زعيمة البلاد التي يغلب على سكانها البوذيون لضغوط بسبب الأزمة من دول إسلامية مثل إندونيسيا حيث خرج آلاف تقودهم جماعات إسلامية في مسيرة بالعاصمة جاكرتا يوم الأربعاء للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار. وفي رسالة نادرة إلى مجلس الأمن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء عن قلقه من احتمال تحول العنف في راخين إلى "كارثة إنسانية". وحذر جوتيريش من مخاطر حدوث تطهير عرقي في ميانمار ربما يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة. وقال ثوانج تون مستشار الأمن القومي في ميانمار في مؤتمر صحفي في العاصمة نايبيداو إن ميانمار تعتمد على الصينوروسيا العضوين الدائمين في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن بخصوص الأزمة. وقال "نحن نتفاوض مع دول صديقة لعدم إحالة المسألة إلى مجلس الأمن". وأضاف "الصين صديقتنا ولدينا علاقات ودية مماثلة مع روسيا ولهذا لن يكون من الممكن أن تجد هذه المسألة" طريقها لمجلس الأمن. وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأممالمتحدة إنه يعتقد بأن مجلس الأمن أرسل بعقده اجتماعا مغلقا بشأن القضية قبل أسبوع إشارة مفادها أنه يريد تهدئة الوضع. وقال للصحفيين يوم الثلاثاء "طالبنا بضبط النفس". وأضاف "حتى الآن فعل مجلس الأمن كل ما في وسعه". وشاهد مراسلون لرويترز في إقليم كوكس بازار في بنجلادش المجاورة وصول مئات من أفراد الروهينجا وقد بدا عليهم الإرهاق بالزوارق بالقرب من قرية شاملا بور الحدودية. ووفق أحدث تقديرات أصدرها عاملون في الأممالمتحدة في كوكس بازار وصل على مدى 12 يوما مضت 146 ألفا من الروهينجا. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الروهينجا المسلمين الذين لجأوا إلى بنجلادش منذ أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي إلى 233 ألفا. وأبلغ وافدون جدد السلطات أن ثلاثة قوارب تحمل أكثر من 100 شخص انقلبت في الساعات الأولى من صباح الاربعاء. وقال ام.اس كبير قائد خفر السواحل إنه منذ ذلك الحين جرفت الأمواج إلى الشاطئ ست جثث من بينها جثث ثلاثة أطفال. وتحدثت سو كي عبر الهاتف يوم الثلاثاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي دعا قادة العالم لبذل المزيد من أجل مساعدة نحو 1.1 مليون شخص يقول إنهم يواجهون إبادة جماعية. ونقل مكتب سو كي عنها قولها "إن هذا النوع من المعلومات الزائفة الذي ضلل نائب رئيس الوزراء كان مجرد قمة جبل جليد ضخم من التضليل الذي يهدف إلى إثارة مشكلات كثيرة بين الدول المختلفة ". وتعرضت سو كي لاتهامات من منتقدين في الغرب بالتقاعس عن رفع صوتها تأييدا للأقلية التي تشكو الاضطهاد منذ زمن بعيد بل وطالب البعض بسحب جائزة نوبل للسلام التي فازت بها عام 1991 بوصفها نصيرة للديمقراطية.