مكة المكرمة – الوئام -أشواق الطويرقي : وقع معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وصالح بن عبدالله كامل صباح اليوم الاثنين اتفاقية إنشاء كرسي معالي الدكتور محمد عبده يماني – يرحمه الله – لإصلاح ذات البين بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية بالعابدية . وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم . ثم ألقى عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية الدكتور أسامة العمري كلمة أكد فيها أن هذا الكرسي يضاف إلى سلسلة الكراسي العلمية التي نفذتها الجامعة ممثلة في معهد البحوث والدراسات الاستشارية من منطلق رسالتها العلمية وخدمتها للمجتمع والمتمثلة في كرسي جميل عبدالرحمن خوقير لأمراض وسرطان القولون والمستقيم وكرسي يحيى ومشعل أبناء سرور الزايدي لأبحاث أمراض المفاصل والروماتيزم وكذلك كرسي البر للخدمات الإنسانية بالإضافة إلى كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة لافتا النظر إلى أن إجمالي الدعم المالي لهذه الكراسي العلمية يبلغ 21 مليون ريال . بعد ذلك تحدث المشرف على الكرسي الدكتور صالح الفريح عن خطة عمل ومجالات كرسي إصلاح ذات البين والذي يعد قناة رئيسة لتحقيق الشراكة الإستراتيجية مع المجتمع ليسهم بدوره على رفع مستوى أداء اللجان العاملة في هذا المجال من خلال رصد الأداء قبل وبعد المناشط المختلفة للمشروع إلى جانب التأثير الإيجابي لحركة البحث العلمي في أعمال إصلاح ذات البين والشفاعة الحسنة إضافة إلى زيادة درجة الوعي المجتمعي من خلال الاختبارات والمقاييس التي ستستخدم في هذا الجانب , وكذلك إيجاد لجنة تنسيقية للمكاتب والمراكز العاملة في إصلاح ذات البين لنشر ثقافة هذا العمل الاجتماعي من خلال الدور الذي يتوقع أن يقوم به عمد الأحياء وأئمة المساجد وخطباء الجوامع . وأضاف أن خطة عمل الكرسي تتضمن إنشاء موقع إليكتروني للكرسي للتعريف به ضمن موقع الجامعة وإبراز أنشطته العلمية وجعله وسيلة للتواصل مع المجتمع وعقد ورش عمل لمراجعة خطته الإستراتيجية وتطويرها وكذلك توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقات المشتركة مع إبراز دور بيوت الخبرة في المجالات التي تخدم إصلاح ذات البين كمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وغيره من المؤسسات إضافة إلى عقد العديد من الندوات العلمية وحلقات النقاش . عقب ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أكد فيها أن استقرار المجتمع وحسن علاقات أفراده بعضهم ببعض من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات البشرية مشيرا إلى أن الإسلام عُني بذلك أيما عناية فمنذ وطئت قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم أرض المدينةالمنورة أكد على اهتمامه وعنايته باستقرار المجتمع وإقامة علاقات أفراده على أحسن ما يرام فقال عليه الصلاة والسلام : (أيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) أربعة أعمال وردت في الحديث ثلاث منها تربط الناس بعضهم ببعض وعمل واحد يربط الناس بالله، على إنها كلها إذا فعلت بنية حسنة تربط الناس بالله عز وجل وبين أن القرآن الكريم والسنة المطهرة جاءتا ببيان أهمية إصلاح ذات البين بل لقد عده الله جل وعلا من أعظم وأهم وأفضل ما يتناجى به العباد (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) فكيف بمن مارسه وسعى في ترسيخه في المجتمع ليكون جهدا مجتمعيا راقيا لافتا النظر إلى أن أهمية موضوع إصلاح ذات البين ترتبط اشد الارتباط بحياة الفرد والمجتمع ولها أثرها العظيم في تماسك المجتمع و قوته حيث تتحقق به مصالح عظيمه للفرد والمجتمع وتدرا بها مفاسد خطيرة ومن أهم ما يتحقق من مصالح أنها سبب في قطع النزاعات وإزالة الخصومات ورد الحقوق و تأليف القلوب ونصرة المظلوم واجتماع الكلمة وحقن الدماء ومحاربة الاختلاف والتباغض والتقاطع بين المؤمنين التي هي من معالم الجاهلية، وصفات المفسدين وقال معاليه : إن من الأهمية بمكان أن نعمل جاهدين على نشر ثقافة الصلح والوئام بين الناس وتكثير سواد المصلحين المتقنين لدورهم القائمين به على الوجه الأكمل لأنه من خصال المروءة وهدي الأنبياء وشيم الصالحين و ذلك لا يكون إلا بالعناية به وقيام القادرين بما يجب عليهم نحوه من إيجاد القدرات المتميزة في هذا المجال كما أن من أهم الوسائل في ذلك إيجاد المؤسسات والمراكز العلمية والكراسي البحثية التي تتعمق في دراسته ثم تدرس فقهه وتنشره وتحقق مقومات نجاحه وتسعى في توفرها وتسهم في بيان قواعد ممارسته واقتراح الآليات البناءة والصيغ المناسبة لترسيخ مضامينه في كل مراحل العمر (الطفولة ... الشباب .. الكهولة) للرجال و النساء وأفاد معاليه أن دور الإصلاح في فض النزاعات لا يقل عن دور القضاء بل يزيد عليه أهميه أحيانا فالقضاء يعتني برد الحقوق والصلح يعتني برد القلوب بعضها إلى بعض وفي الأثر عن الخليفة المحدث الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يورث بينهم البغضاء) معربا عن شكره وتقديره للشيخ صالح بن عبدالله كامل على دعمه ومبادرته لإنشاء الكرسي سائلا الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح . إثر ذلك ألقى الداعم للكرسي الشيخ صالح بن عبدالله كامل كلمة أوضح فيها أن تبنيه لدعم هذا المشروع يأتي تعزيزا للجهود الوطنية والأعمال الإنسانية التي بذلها معالي الدكتور محمد عبده يماني – يرحمه الله – طيلة حياته ووفاء بدوره ليكون استمرارا لتلك الجهود الإنسانية النبيلة ومواصلة العمل الخيري والإنساني من خلال ما سيسهم به هذا الكرسي بمشيئة الله تعالى وما سيقدمه من بحوث تعنى بهذا الجانب لخدمة المجتمع السعودي . وعبر عن شكره وامتنانه لجامعة أم القرى على احتضانها لهذا المشروع الإنساني النبيل سائلا الله العلي القدير أن تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف المنشودة من إقامة هذا الكرسي العلمي . وفي ختام الحفل تم توقيع اتفاقية إنشاء الكرسي .