فيما سعت السلطات القطرية إلى تهدئة المواطنين والمقيمين لديها وطمأنتهم، بنشر تسجيل فيديو لمتجر تمتلئ أرففه بالأغذية، أكدت "رويترز" أنه بعد ساعات من قطع العلاقات مع قطر أصبحت متاجر زارها أحد صحفييها شبه خاوية من منتجات الألبان بينما اصطف عشرات من المشترين في طوابير أمام منافذ التحصيل. ووفقا ل"رويترز"، فإنه عندما سمع أحد المواطنين القطريين بقرار السعودية والإمارات ودول أخرى قطع العلاقات ووقف كل خطوط النقل مع بلده قطر أفرغ خزانة سيارته اللاند كروزر واتجه بها إلى أقرب متجر. ويخشى المواطنون من أن يؤدي إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد لبلدهم يوم الإثنين الماضي، إلى ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية في البلد الذي يعتمد على الواردات. وقالوا، "اشترينا كثيرا من الخضراوات والدجاج المجمد والحليب للأطفال، أشياء أعتقد أنها ستكون أول ما يختفي من على الأرفف". وأثارت الأزمة ارتباكا وقلقا في قطر التي يقطنها 2.7 مليون شخص معظمهم أجانب التي تعد مركزا للطاقة والمصارف والتشييد في المنطقة. وأغضب الوضع الراهن بعض القطريين، حيث إن الأزمة التي نشبت عرقلت كثيرا من مناحي الحياة. وشعر بعض القطريين بعدم ارتياح لعدم تحدث أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني علنا عقب قطع العلاقات. وكان أمير الكويت الذي يتوسط لحل الأزمة حث الشيخ تميم في وقت سابق من الأسبوع على تأجيل خطابه للشعب كي يمنح جهود الحوار فرصة. والقلق الأكبر بالنسبة للعمال الأجانب منخفضي الدخول هو احتمال ارتفاع أسعار الغذاء وتسريح عمال إذا توقفت المشروعات بسبب مواد البناء المحتجزة على الحدود السعودية. ويعمل في قطر أكثر من مليون عامل أجنبي من دول متعددة منها الهند ونيبال وبنجلادش كثير منهم مقابل نحو ألف ريال قطري (275 دولارا) في مشروعات إنشائية من أهمها استادات كرة القدم وشبكة لقطارات الأنفاق استعدادا لاستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم 2022. وقال أنوب مانوج وهو رجل هندي يعمل عامل نظافة في مركز سيتي سنتر التجاري في الدوحة، "لم أشهد من قبل مطلقا مواطنين قطريين يخزنون دجاجا مجمدا و(عبوات) ألبان طويلة الصلاحية". وفي المركز التجاري لم تعد كثير من المتاجر تخزن ألبانا سعودية وهي أرخص الأنواع في قطر. وأضاف مانوج، "معهم أموال تمكنهم من التخزين. لكن عندما يخزنون (سلعا) فإن العمال من منخفضي الدخول سيعانون".