رغم التطمينات التي أطلقتها الحكومة القطرية للسكان عقب قطع السعودية العلاقات مع الدوحة، إلا أن ذلك لم يحل دون تشكّل طوابير طويلة الإثنين أمام المتاجر لتخزين المواد الأساسية خشية نقصانها في الأسواق بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. ولقطر حدود برية فقط مع السعودية وتعتمد بشكل كبير على واردات الغذاء التي يأتي معظمها من الدول الخليجية. وقرر عدد من الدول العربية ومن بينها السعودية ومصر الإثنين قطع علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم التطرف في أكبر أزمة دبلوماسية تشهدها المنطقة منذ سنوات. وتشكّلت عديد من الطوابير أمام سوبر ماركت كارفور في "سيتي سنتر الدوحة"، أحد مراكز التسوق الرئيسة في العاصمة القطرية، بعد ساعات من قرار خمس دول عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وتستورد قطر السلع مثل الدجاج من السعودية، وسارع السكان المحليون إلى مواقع التواصل الاجتماعي الإثنين للشكوى من أنهم سيضطرون من الآن فصاعداً إلى تناول الدجاج العُماني. وقال ايرنست من لبنان أنه فكر أن الأفضل له أن يذهب للتسوق لأن الآخرين سيهرعون إلى المتاجر. وأضاف وهو يتسوق مع عائلته ويملأون عربتين "إنها دائرة الفزع، ويجب أن أحصل على الباستا". وتكررت هذه القصة في أماكن أخرى من العاصمة ومن بينها أحد متاجر "مونوبري" العديدة حيث قال الموظفون إنهم شهدوا أكبر عدد من المتسوقين على الإطلاق. واكتظ سوبر ماركت الميرة المجاور بالمتسوقين، وكان من بينهم الألماني دنيس المقتنع بأن الأزمة مؤقتة. ومن المتوقع أن يكون قطاع الصادرات هو الأكثر تضرراً في الاقتصاد القطري، وهي تشمل الآلات والأجهزة الإلكترونية والماشية التي تنقل براً إلى السعودية. وطبقا للأمم المتحدة فإن قيمة الصادرات القطرية إلى السعودية بلغت 896 مليون دولار في 2015. كما أن قطع العلاقات يضر بقطاع الخدمات الذي يشمل الفنادق وسائقي سيارات الأجرة في الدوحة. فعادة ما يتدفق السعوديون على قطر خلال عطلة عيد الفطر في نهاية شهر رمضان. ولكن ومع فرض الرياض حظراً على السفر إلى قطر فإن عديدا من سائقي سيارات الأجرة وهم من دول جنوب آسيا سيتضررون نظراً لاعتمادهم الكبير على السياحة. وقال رايهان من الهند "هذه أخبار سيئة جداً.. جميع السعوديين يأتون إلى هنا في العيد". وأوضح بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" أنه إنفاذاً للقرار يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً. وأعلنت السعودية البدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي. وفي البيان الصادر، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وقوفها إلى جانب البحرين والسعودية فيما يتعلق بإقفال الحدود الجوية والبرية أمام قطر، وأعلنت إغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة واتخاذ الإجراءات القانونية والتفاهم مع الدول الصديقة والشركات الدولية بخصوص عبورهم بالأجواء والمياه الإقليمية الإماراتية من وإلى قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني الإماراتي. ومن شأن إقفال الحدود تعطيل كثير من المصالح القطرية مع جارتها السعودية، ومع بقية دول الخليج العربية التي ينفذ القطريون إليها من خلال السعودية، إن على صعيد الأفراد أو على صعيد المؤسسات والشركات التجارية. وتشير الأرقام إلى أن معبر أبو سمرة الحدودي بين قطر والسعودية استقبل أكثر من 326 ألف زائر فقط خلال الفترة من 10 يناير إلى 5 فبراير الماضي. ويشهد المعبر يومياً عبور ما بين 600-800 شاحنة. أما بالنسبة لتأثير القرار على الخطوط القطرية، فيبدو واضحاً إذا علمنا حجم الرحلات اليومية بين الدوحة والمدن الخليجية وهي تقترب على سبيل المثال من 19 رحلة يومياً من مطار دبي الدولي، و6 من مطار أبوظبي، ومثلها من مطار الكويت، و5 من المنامة، و3-5 من جدة و4 من الرياض. واستقبل مطار الدوحة 37.3 مليون مسافر عام 2016، بزيادة نحو 7 ملايين مسافر عن عام 2015.